دي ميستورا في طهران والإيرانيون يعيدون طرح مبادرتهم
تبادل المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونائبه للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان وجهات النظر حول كيفية المضي قدماً في العملية السياسية لحل الأزمة في سورية بدعم من مجلس الأمن الدولي، كما تدارس الجانبان «المبادرة الإيرانية حول سورية ودعم المساعي لمكافحة الإرهاب».
وأوضحت مصادر دي ميستورا أن زيارة المبعوث الأممي للعاصمة الإيرانية طهران جاءت ضمن جهوده من أجل «تفعيل» بيان جنيف، لافتةً إلى أن المبعوث يعمل على وضع اللمسات الأخيرة على المقترحات التي سيقدمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن سبل دعم الأطراف السورية للبحث عن حل سياسي.
وقبل يومين أبلغ مصدر مقرب من دي ميستورا في جنيف ، أن المبعوث الأممي سيصل إلى دمشق غداً الخميس في زيارة تستمر بضعة أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين السوريين.
والتقى دي ميستورا في طهران مع ظريف وعبد اللهيان، وذلك في إطار مشاوراته حول الأزمة السورية، حسبما نقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية عن بيان أصدرته المتحدثة باسم المبعوث الأممي جيسي شاهين. واللافت أن زيارة دي ميستورا لطهران جاءت بعد أيام من توقيع الاتفاق النووي، وإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن إيران يجب أن تكون «جزءاً من الحل» في سورية، مؤكداً في الوقت نفسه أن أزمتها لن تحل من دون مشاركة الروس والأتراك والشركاء الخليجيين.
ووفقاً للبيان تبادل دي ميستورا خلال لقاءاته بالعاصمة الإيرانية، «وجهات النظر حول كيفية المضي قدماً في العملية السياسية (في سورية) بدعم من مجلس الأمن»، واطلع على وجهات نظر الوزير الإيراني ونائبه في ما يخص الوضع الحالي في المنطقة وتأثيره على الصراع في سورية. وأشار دي ميستورا إلى الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي للصراع بقيادة سورية، مؤكداً عدم وجود حل عسكري لهذا الصراع، ومشدداً على ضرورة تمسك جميع الأطراف بمبدأ حماية المدنيين. وأوضحت المتحدثة أن مشاورات دي ميستورا تشكل «جزءاً من عملية متواصلة للحصول على آراء جميع الأطراف السورية والإقليمية والدولية ذات الصلة من أجل تفعيل بيان جنيف»، لافتةً إلى أن المبعوث الأممي، الذي يواصل عقد اجتماعات بشكل منفصل مع الجهات المعنية السورية والإقليمية والدولية وأعضاء مجلس الأمن، «يعمل على وضع اللمسات الأخيرة على المقترحات التي سيقدمها إلى الأمين العام للمنظمة الدولية حول كيفية دعم الأطراف السورية في البحث عن حل سياسي للنزاع استعداداً لإحاطة مجلس الأمن».
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» أن ظريف أبلغ دي ميستورا أن «دعم الإرهاب هو السبب الرئيسي وراء استمرار الأزمة في سورية والتطرف في المنطقة، والذي أفضى إلى انعدام الاستقرار وحدوث كوارث إنسانية في الدول التي تمر بأزمات».
ونقلت «إيرنا» عن دي ميستورا تأكيده خلال اللقاء أهمية دور إيران في المنطقة، حيث قال: «نسعى إلى حل سياسي للأزمة في سورية لنتمكن من تسويتها بالطرق السلمية والديمقراطية»، واصفاً دور إيران في دعم هذا المسار بـ«البناء جداً والمناسب».
في سياق متصل أوضح عبد اللهيان أن «مشاورات دي ميستورا مع المسؤولين الإيرانيين تتمحور حول السبل السياسية لتسوية الأزمة في سورية إلى جانب دراسة المبادرة الإيرانية حول سورية ودعم المساعي لمكافحة الإرهاب»، حسبما ذكرت وكالة «إيسنا» الطلابية الإيرانية للأنباء.
وطرحت إيران في آذار من العام الماضي، مبادرتها الخاصة لحل الأزمة السورية ذات النقاط الأربع، والتي تشمل (وقف العنف – إجراء انتخابات برلمانية بإشراف دولي – تشكيل حكومة وحدة وطنية – تعديل الدستور). ويطرح دي ميستورا يوم الأربعاء المقبل، خطته لحل الأزمة السورية أمام مجلس الأمن، والتي يتوقع أن تكون حصيلة لمشاورات مدينة جنيف السويسرية، وجولته على العواصم الدولية والإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية.
وكالات
إضافة تعليق جديد