دباس: على بعض الصناعيين ألا «يشكوا ويبكوا» فأرباحهم خلال الأزمة لم يحلموا بها
أكد رئيس اتحاد حرفيي دمشق مروان دباس لـ«الوطن» أن الخلل في آليات التسعير التي تعمل عليها وتقرها الحكومة لا يزال قائماً مشيراً إلى أن المواطن المستهلك لم يلمس ما هو إيجابي من نتائج هذه الآليات إلا من بعض مؤسسات التدخل الإيجابي الحكومية فقط.
ولفت دباس إلى أن هناك الفارق الكبير في الأسعار لا يزال حتى اليوم موجوداً بين محل وآخر بسبب غياب الرقابة التموينية، والحجة عند البائع دائماً هي أنه اشترى بأسعار مرتفعة.
وبيّن دباس أنه في حال أرادت الحكومة ضبط الأسعار وإنهاء مشكلتها نهائياً عليها أن تقوم بتحديد سعر كل سلعة على حدة حسب الكلفة الحقيقية التي تعرفها لجان التسعير في الحكومة، وبعد ذلك تفرض على البائع بيعها بهذا السعر وذلك دون العودة إلى المنتج أو البائع أو سؤاله عن رأس المال الذي قام بدفعه.
«أي إن تقوم لجان التسعير بتحديد السعر ليلتزم به البائع وفي حال لم يرغب بذلك فليتوقف عن البيع ويغلق محله، لأنه من غير المنطقي أن يستمر البعض بجني أرباح من مرتبة ملايين الليرات، في حين يبقى المواطن يتعامل بعشرات وبمئات الليرات، وخصوصاً أن هامش التلاعب بتكاليف الإنتاج كبير جداً وواسع أمام الباعة والمنتجين».
وأضاف دباس: من غير المبرر أن تبقى الأسعار مرتفعة حتى اليوم، فالدولار انخفض إلى مستوى قياسي ولكن المواطن بقي يدفع عشرة أضعاف بعد طرح الباعة حججاً كثيرة معظمها واهية وعلى رأسها مسألة النقل بين المحافظات.
مضيفاً: على سبيل المثال من غير المعقول أن يرتفع سعر كيلو الفليفلة من 60 ليرة إلى نحو 150 ليرة سورية في فترة من الفترات والذريعة هي أجور النقل.
وأوضح قائلاً: تقوم الدولة منذ فترة بتسيير قوافل شاحنات البضائع والسلع بين المحافظات بمرافقة مزودة حراسة أمنية مكثفة وخصوصاً القادم منها إلى مدينة دمشق، وحتى مع ارتفاع تكاليف الوقود على النقل فإن الزيادة التي تم وضعها لا تتناسب على الإطلاق مع نسب الزيادة الهائلة التي أصبح يضعها البعض على هواه دون حسيب أو رقيب.
فالمفروض على الحكومة أن تغير في سياساتها التي أصبحت لا تتناسب مع الواقع الراهن ولا الأيام التي نعيشها، فصناعيو البسكويت على سبيل المثال «لاقوا ليلة القدر» خلال الأزمة، وأحدهم ترك البلاد وذهب إلى الأردن لافتتاح معمل هناك، والمفارقة هي أن هذا المعمل الذي تركه في سورية أصبح يدر عليه عشرات الملايين يومياً في حين أن معمله الجديد في الأردن لم يقدم أو يؤخر بالنسبة له.
وأكد دباس أنه هذه هي حال بقية الصناعيين على مختلف أعمالهم وأصناف منتجاتهم ولذلك عليهم أن «لا يشكوا و يبكوا» فالأرباح التي يجنونها خلال الأزمة لم يكونوا يحلموا بها في يوم من الأيام.
وفي سياق متصل عبّر رئيس اتحاد حرفيي دمشق عن التفاؤل الذي خلقه التقدم العسكري للجيش العربي السوري في بعض مناطق ريف المدينة عند الحرفيين بعد أن أصبحت العديد من المناطق في نطاق المناطق الآمنة مثل السبينة وحوش بلاس وغيرها.
وكشّف دباس عن كتاب الاتحاد الموجه إلى محافظة مدينة دمشق الذي تم فيه الطلب للمحافظة أن تقوم بتوجيه الدعوة إلى جميع الحرفيين الذين يعملون حالياً في الشوارع بعد خروجهم من محالهم ومناطقهم الصناعية بسبب الأحداث ليعودوا إلى محالهم التي تركوها وخصوصاً أن هناك نحو 6 آلاف حرفي في منطقة حوش بلاس ما عدا المحال الموزعة بين مجمع القدم وكراج بورسعيد ومنطقة السبينة أيضاً حيث يوجد هناك عدة آلاف من المحال الفارغة بعد ترك أصحابهم لها وتوزعوا في الشوارع العامة وأرصفة مدينة دمشق.
وقال دباس: نحن كاتحاد حرفيين بدمشق تقدمنا بكتاب إلى محافظة دمشق طلبنا فيه أن تقوم المحافظة بالإيعاز إلى كافة الحرفيين في كافة المناطق والأرصفة وشوارع دمشق أن يقوموا بالإخلاء والعودة إلى مناطقهم بعد عودة الأمن والأمان إليها.
وفي سياق آخر أكد دباس أن المطلوب من الحرفيين الآن تحريك أنفسهم وخصوصاً أن الحكومة لم توفر جهداً في يوم من الأيام في مساعدتهم، وأبواب رئيس الحكومة كانت ولا تزال مفتوحة أمامهم والتجاوب كان ولا يزال دائماً منقطع النظير واليوم هو للعمل والحركة ولم تتأخر الحكومة يوماً من الأيام في تلبية طلبات الحرفيين.
مضيفاً: لا يقتصر الأمر على مستوى رئاسة الحكومة فقط وإنما على مستوى مكتب المتابعة والتنسيق مع رئاسة الجمهورية، إلا أن المطلوب حقيقة هو أن الحرفيين أنفسهم عليهم القول ما يريدونه والكرة في ملعبهم ولا أحد سيفكر عن الحرفي وإنما هو من عليه التفكير والطرح لمعالجة المسائل العالقة.
فهناك 800 ألف حرفي مسجل وغير مسجل في سورية، وفي دمشق وحدها كان هناك أكثر من 100 ألف حرفي قبل الأزمة بين مسجل وغير مسجل أما اليوم وبسبب الظروف الحالية فإن من يمارس مهنته من الحرفيين في مدينة دمشق لا يتجاوز عددهم 10 آلاف حرفي كحد أقصى.
حسان هاشم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد