حياة هايدغر السرية
بعض رسائل الفيلسوف الألماني هايدغر إلى زوجته، الصادرة في كتاب "روحي العزيزة الصغيرة. رسائل مارتن هايدغر إلى زوجته الفريد 1970-1915" لدى "سوي"، تحمل مفاجآت عديدة، وتحتّم نظرة جديدة إلى "القصة السوداء" التي جمعت بين الزوجين. فرسائل كاتب "الكائن والزمن" إلى "روحه العزيزة الصغيرة" الفريد، والتي اختارت حفيدتاه نشرها، تكشف النقاب عن علاقة حب عميقة جمعت بينهما، لا علاقة زهد بورجوازي كما كان شائعاً. هذه العلاقة ظلّت وثيقة، رغم علاقات هايدغر الأخرى الكثيرة والمستمرة حتى بلوغه سن الثمانين مع تلميذات معجبات به، ونساء عالميات، وشاعرات شهيرات، إضافة طبعاً إلى حنة آرندت التي أثارت فضوله الحسّي. إلا أن هايدغر كان يعود في كل مرة إلى الفريد، "وطنه"، وحبه الضروري إزاء جموحاته الطارئة الكثيرة. هل كان هايدغر وزوجته إذاً سارتر وبوفوار الآخرين؟ يبدو أن ثمة تشابها كبيرا بين الثنائيين. لكن المفاجأة الكبرى التي تحملها الرسائل هي الكشف عن أن هيرمان، الابن الثاني للكاتب ومالك حقوقه الفكرية، هو ابن رجل آخر، الطبيب فريدل كازار، صديق طفولة الفريد. ويبدو أن الفيلسوف الألماني كان على علم بهذه العلاقة، ولم يبخل بحنانه الأبوي على الطفل. الكتاب يؤرّخ أيضاً لمرحلة مهمة من حياة هايدغر على الرغم من خلوّه من الرسائل العائدة إلى الفترة بين عامي 1933 و1935، التي تمّ إتلافها بتواطؤ من الزوجين.
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد