حملة (احتلوا وول ستريت) تدخل منعطفا جديدا والشرطة الأمريكية تعتقل المحتجين

دخلت حملة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت من أمام بورصة وول ستريت في حي منهاتن بولاية نيويورك الامريكية أسبوعها الخامس ومع اتساعها إلى عدة ولايات أمريكية انضم كتاب ومثقفون وأساتذة جامعيون وفنانون من بين الأكثر شهرة في العالم إلى الحملة ليكسبوا الاحتجاجات زخما إضافيا بعد القوة التي مدها بها انضمام احد اكبر الاتحادات العمالية الأمريكية رغم القمع وحملات الاعتقال الذي تمارسها السلطات الأمريكية ضد المحتجين.

ولم تستثن الشرطة الأمريكية في حملات الاعتقال الواسعة التي تنفذها ضد المحتجين المشاهير الذين انضموا إلى الحركة حيث قامت باعتقال 30 محتجا بينهم المفكر المدافع عن الحقوق المدنية والاستاذ في جامعة برينستون في نيويورك كورنل وست خلال تظاهرة في هارلم شارك فيها اعضاء من حملة (احتلوا وول ستريت) بذريعة أن المتظاهرين كانوا يقفلون مدخل مركز الشرطة كما وجهت إليهم تهمة الإساءة للامن العام وذلك بعد أيام على اعتقال الكاتبة الأمريكية والناشطة السياسية نعومى وولف صاحبة كتاب (أسطورة الجمال) الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة خلال مشاركتها في مظاهرة لحملة (احتلوا وول ستريت).

وفي محاولة من الشرطة الأمريكية لمنع تصعيد الغضب الشعبي واحتجاج الطبقة المثقفة في البلاد ومنع اتساع قاعدة المؤيدين والمتعاطفين أخلت الشرطة سبيل كورنل وست وفق ما أظهره شريط فيديو لحملة (احتلوا وول ستريت).

وفي هذا الإطار سجلت حملة (احتلوا وول ستريت) اليوم انضمام أسطورة الموسيقا الشعبية الأمريكية بيت سيغير 92 عاما والمغني الشعبي أرلو غوثري بعد ان كانت الممثلة سوزان ساراندون قد عبرت في وقت سابق عن تأييدها للمحتجين وكذلك المخرج مايكل مور وقطب موسيقا الهيب هوب راسل سيمونز ويوكوأونو الفنانة وناشطة السلام أرملة جون لينون والممثلة روزان بار والمغنى كانيى ويست.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن سيغير سار مع حشود من الناس في مدينة نيويورك وحمل العصي بدلاً من آلته الموسيقية البانغو وردد مع حفيده تاور ودريجيز سيغير والملحن ديفيد عمرام وآخرين هتافات وأغاني احتجاجية مع حشد من ألف شخص على امتداد أكثر من ثلاثين حيا.

وفي وجه آخر للتضامن مع الحملة برز انضمام نحو 300 رعوية أمريكية وزعيم روحي إلى قاعدة الدعم الشعبي لحملة احتلوا وول ستريت حيث أشار دونا شابر كاهن كنيسة غادسون التذكارية في نيويورك التابعة للكنائس المعمدانية الأميركية والكنيسة الموحدة في بيان إلى أن أماكن العبادة والكهنة يدعمون روح هذه الحركة ويعملون على إصدار بيان أخلاقي وروحي وقع عليه رجال دين دعما للديمقراطية الجديدة لان إفقار الأكثرية لمصلحة الأقلية تدمر أفراد المجتمع الأمريكي.

وفي بيانه أبدى شابر تخوفه من خطر تلاشي الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة وافتقار سياسات الولايات المتحدة للعدل معلنا إطلاق ثورة قيم لإعادة إحلال العدالة للجميع.

في مقابل ذلك اكتفى الرئيس الأمريكي باراك اوباما اليوم بالإشارة إلى ضرورة أن تركز الولايات المتحدة على بناء اقتصادها الضعيف من اجل البدء بتأمين فرص عمل كافية لتعزيز اقتصاد البلاد وتقليص معدلات البطالة فيها مع اقتراب نهاية الحرب في العراق مقرا بان إدارته أنفقت مليارات الدولارات على حربها فى العراق واستدانت كثيرا من شركائها الأوروبيين دون أن تتمكن من الاستثمار بشكل يمكنها من النهوض اقتصاديا.

ولم ينس اوباما استثمار خطابه للدعوة مجددا إلى تمرير خطة العمل التي اقترحها بعد أن رفض الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي إقرارها في وقت تسجل شعبيته أدنى مستوياتها وفقا لاستطلاعات الرأي.

ويؤكد مراقبون أن ازدياد القاعدة الشعبية لحملة احتلوا وول ستريت التي بدأت بعدد قليل من المحتجين الرافضين للسياسات المالية الرأسمالية تعكس حجم الاحتقان الشعبي من السياسة التي تتبعها إدارة أوباما وتهربها من تحمل مسؤولياتها تجاه فساد الأوساط المالية وغياب العدالة الاجتماعية.

المصدر: وكالات