حزب العمال البريطاني يواجه لعنة العراق
بات رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في مواجهة مصير مشابه لما حلّ بحليفه الرئيس الأميركي جورج بوش في انتخابات الكونغرس النصفية، بعدما تحوّل بدوره إلى بطة عرجاء، معاقَباً من قبل الناخبين البريطانيين المناهضين للحرب.
وفي موازاة هزيمة الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية الأخيرة، يبدو حزب العمال البريطاني في موقف أكثر اضطراباً، حيث سيواجه تبعات إرث العراق بمجرّد ابتعاد زعيمه بلير عن الحياة السياسية، خاصة أنّ العماليين، على عكس الجمهوريين، واجهوا معارضة شديدة للحرب منذ بداياتها، وحتى من داخل أوساط حزبهم.
ويتخوف العماليون من أن تحل عليهم لعنة العراق في الانتخابات العامة التي تجري في العام ,2009 على خلفية غرقهم في مستنقع أودى بحياة أكثر من 125 جنديا.
وفيما وعد بلير بترك الحكم خلال عام، يفتقد خليفته المحتمل وزير الخزانة غوردون براون، الهالة التي ساعدت رئيس الوزراء في تحقيق النصر لحزبه، في وقت جاء فيه قرار الغزو، الذي افتقر إلى الدعم الشعبي، ليزيد من صعوبة خوض المعركة الانتخابية، حيث من المتوقع أن يواجه أي زعيم عمالي منافسة حادة من زعيم المحافظين ديفيد كاميرون.
وعلى غرار ما حدث مع الجمهوريين، يُتوقع أن يشكل الموضوع العراقي، المؤشر الرئيسي للانتخابات البرلمانية، ما لم يجد حزب العمال مخرجاً استراتيجياً للمأزق، وفي هذا الإطار يؤكد خبير الشؤون السياسية في جامعة بوسطن الاميركية اريك غولدشتاين أن خطة الحزب يجب أن تتضمن طرقاً من شأنها أن تحل من التزامات البريطانيين في العراق، مضيفاً أنّ براون، الحريص على إدارة الاقتصاد البريطاني، لا يبدو متحمساً لانسحاب فوري يساهم في زعزعة الاستقرار، بل يبدو توّاقاً إلى انسحاب تدريجي قد يمتد لأكثر من سنة، وهذا بالفعل ما يطرحه العديد من منافسيه.
وعلى الرغم من أن براون كان قد أعرب عن موافقته على قرار الغزو، فإنّه يحاول اليوم أن ينأى بنفسه عن الموضوع العراقي. ورداً على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية حول احتمال مواجهة حزب العمال هزيمة مشابهة لتلك التي مُني بها الجمهوريون في الولايات المتحدة، اقتصرت إجابات براون على مسائل متعلقة بالاقتصاد العالمي والمنافسة والإرهاب والبيئة.
وفيما صوّت البريطانيون لإعادة انتخاب بلير رئيساً للوزراء في العام ,2005 فإنهم قاموا في الوقت ذاته بتقليص الأغلبية البرلمانية لحزب العمال، الذي تلقى ضربة إضافية في الانتخابات المحلية في أيار الماضي، في وقت شكلت فيه قضية الحرب سبباً إضافيا أرغم بلير في أيلول الماضي على الإعلان عن نيته في تقديم استقالته خلال عام.
إلى ذلك، يعتبر الكاتب البريطاني جون رنتول أنّه في حال حدوث تغيير في استراتيجية واشنطن تجاه العراق، بعد استقالة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، فإنّ الفرصة قد تكون متاحة لبلير لكي يترك الحكم في ظل وضع أفضل، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يستفيد منه خليفته، حيث سينظر البريطانيون بكل بساطة إلى بروان على أنّه ليس بلير، مضيفاً أنّه كما أسقط الجمهوريون رامسفيلد، فإنّهم سيسقطون بلير قبل أي انتخابات مقبلة.
المصدر: أ ب
إضافة تعليق جديد