"جيش الفسطاط" في الغوطة يبحث عن ممول
الهدوء النسبي الذي تتمتع به دمشق وريفها في ظل اتفاق وقف الأعمال العدائية لم يشمل بعض نقاط الغوطة الشرقية، سواء على محور الفصائل بين بعضها البعض، أو الوضع الساخن في محيط حرستا والمرج.
ومع أن أي بيان رسمي لم يصدر بعد إلا أن مصادر محلية في الغوطة أكدت إعلان تشكيل عسكري جديد، يدعى "جيش الفسطاط"، ويضم إلى جانب "جبهة النصرة" كلاً من "حركة أحرار الشام" و "لواء فجر الأمة"، وإن كانت "الجبهة" و "أحرار الشام" يتقاطعان في كثير من النقاط، فإن انضمام "فجر الأمة" للمجموعة الجديدة يحمل الكثير من الأسئلة، إذ يُعتبر المتهم الأول بالتحكم بالأنفاق الممتدة من الغوطة إلى حرستا والقابون وبرزة، والمسؤول بشكل أو آخر عن نقل المدنيين والمواد الغذائية والتموينية، وكثيراً ما تعرض للهجوم من قبل "جيش الإسلام" ومعه "النصرة" بهدف الاستيلاء على الأنفاق، التي كانت تؤمن لـ "فجر الأمة" دخلاً مالياً كبيراً.
ويذهب بعض الناشطين لاعتباره المسؤول رقم واحد عن الحصار في الغوطة الشرقية، وهو ما يثير جملة من التساؤلات حيال سبب انضمام طرف لم ينضوِ من قبل تحت أي راية من رايات كبرى الفصائل.
وعلى الرغم من أن إعلاميي "النصرة" و "الأحرار" في الريف الدمشقي قد تحدثوا عن احتمال انضمام "جيش الإسلام"، إلا أن المؤشرات تتحدث عن إمكانية تصادمهما، لا سيما أن "جيش الإسلام" يرفض وبشكل قاطع نشوء أي كيان أو فصيل ينافسه لناحية القوة ويسعى دوماً لبسط كامل سيطرته على المنطقة كما فعل وقضى على "جيش الأمة".
وتتمسك "النصرة" و "الأحرار" برواية أن "جيش الإسلام" في عهد أبو همام البويضاني لم يعد كما كان أيام زهران علوش، خاصة أنه قد انضم إلى "الهيئة العليا للمفاوضات" وانطلق ممثله محمد علوش إلى مفاوضات جنيف، التي أعلن زعيم "النصرة" عن رغبته بإفشالها. ويتردد أن "جيشه" انضم إلى قائمة الموافقين على اتفاق وقف الأعمال العدائية، وهي كلها عوامل دفعت "النصرة" لشن أعنف هجوم على من اعتبروهم في وقت سابق أخوة السلاح. ولعل فكرة التحولات التي يمر بها "جيش الإسلام" قد تدفع بـ "النصرة" للتحشيد أكثر وتوسيع رقعة مقاتليهم لأكثر من 1500 مسلح، هو عدد عناصر "جيش الفسطاط".
ويقول إعلامي من الغوطة إن الغاية الأساسية لـ "جبهة النصرة" و "الأحرار" تكمن في إيجاد مورد مالي كبير، وهو ما قد يفسر احتفاءهم وإعلاميهم بـ "لواء فجر الأمة" واعتباره فصيلاً لم يقاتل تحت إمرة أحد، خشية الاقتتال الداخلي، فيما قد يكون الهدف هو إيجاد موارد تمنع تدهور الحالة المالية، خاصة بعد توقف التمويل لفترات طويلة وانشقاق عدد من مقاتليهم إلى فصائل أخرى، ما يعني في حال استمراره احتمال ضعفهم أكثر وبالتالي القضاء عليهم من قبل "جيش الإسلام".
وتتخذ "النصرة" من مسألة الوضع الميداني وضرورة توحيد الصفوف ذريعة لاستقطاب أوسع شريحة من المقاتلين والفصائل الصغيرة التي لا تقاتل مع أحد، إذ يتحدث ناشطو الغوطة عن وضع سيئ على جبهتي بالا والمرج، حيث تشهد المنطقتان تقدماً للجيش السوري منذ ما قبل اتفاق الهدنة. ويخشى غالبية مقاتلي الفصائل من احتمال توسيع العمليات، ما من شأنه فصل الغوطة إلى قطاعين شمالي وجنوبي، لا سيما عند بلدة زبدين، وبالتالي قطع كل الطرق من حرستا إلى الجهة الجنوبية من الغوطة، ما يعني تشديد الخناق على كل المدن في المنطقة وأولها دوما.
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد