جيتس: القوات الأمريكية تحظى بالحماية بموجب “الاتفاقية”
أكد رئيس ديوان الرئاسة العراقية نصير العاني أمس، أن قادة العراق منهمكون هذه الأيام في دراسة الاتفاقية الأمنية العراقية - الأمريكية وبما يتناسب مع تطلعات الشعب العراقي. وأكدت واشنطن من جانبها ان القوات الأمريكية تحظى بالحماية بموجب الاتفاقية الأمنية مع العراق.
وقال العاني في تصريحات لصحيفة الصباح الحكومية امس ان المناقشات تتركز على بندي حصانة الولاية القضائية وانسحاب القوات الأمريكية من العراق وقضية الترجمة، لأن هناك ملاحظة بشأن مسألة الترجمة تتلخص في أن بعض الكلمات تفقد معانيها خلال الترجمة من العربية إلى الإنجليزية وبالعكس.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس في بغداد ان “الوقت حان لاتخاذ قرار” بشأن الاتفاقية الامنية مع واشنطن، مشيرا الى ان المسودة التي يدرسها كبار القادة حاليا هي “الاخيرة ومن الصعب اعادة فتحها”.
واوضح زيباري في مؤتمر صحافي ان “المجلس السياسي للامن الوطني عقد اجتماعا مهما للغاية الجمعة لمناقشة النص الاخير لمسودة الاتفاقية.. حان الوقت لاتخاذ قرارات بهذا الشأن”. وأكد “من الصعب اعادة فتحها مجددا” لادخال تعديلات. وتابع ان الحكومة ستحيلها الى “البرلمان للمصادقة عليها او رفضها. ليست هناك اجندة مخفية في الاتفاقية.. فهي لا تلحظ وجودا عسكريا دائما انما لثلاث سنوات فقط.. الايام المقبلة حاسمة بالنسبة للقادة العراقيين بشأن اتخاذ قرار”.
من جانبه، بحث الرئيس العراقي جلال الطالباني مع السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر وقائد قوات الاحتلال الجنرال ديموند اوديرنو، سير المفاوضات بشأن الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة.
ومن جانب آخر، أعلن علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية أن رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي استعرض خلال اجتماع للمجلس السياسي للامن الوطني مساء الجمعة البنود الأساسية لمسودة الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة والجهود التي بذلها الوفد العراقي المفاوض للوصول بهذه المسودة لشكلها الحالي، مشيرا الى أنه سيتم استكمال هذه المناقشات خلال الأيام المقبلة.
وقال الدباغ ان المجلس السياسي للأمن الوطني اجتمع بدعوة من الطالباني وبحضور رئيس مجلس الوزراء ونواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس مجلس الوزراء وممثلي الكتل والكيانات السياسية لمناقشة مسودة الاتفاقية.
من جهته قال الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، انه لن يكون هناك انسحاب أمريكي في عام ،2011 كما أعلن عنه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وفقا للاتفاقية الأمنية التي تزمع الحكومة توقيعها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح الضاري، في حديث أدلى به لصحيفة “العرب” القطرية نشرته امس، أن هذه الاتفاقية ستكون بمثابة انتداب دائم على العراق، وهي بديلة للاحتلال العسكري، مؤكدا أن هيئة علماء المسلمين وكل القوى الوطنية في العراق تعارض عقد مثل هذه الاتفاقية.
وقال عباس البياتي عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب عن كتلة الائتلاف العراقي الموحد ان اجتماع المجلس السياسي للأمن الوطني الذي عقد أمس كان تمهيدا لاجتماعات مقبلة للاطلاع على تطورات المفاوضات بين الجانبين العراقي والأمريكي بشأن الاتفاقية الأمنية.
وأضاف أنه “سيكون هناك دور محوري للمجلس في توحيد الموقف العراقي من الاتفاقية الأمنية التي مازالت موضع نقاش وان المجلس السياسي ناقش الأمور التي تم الاتفاق عليها والأمور التي ما زالت موضع خلاف”. وبين أن “مسألة حصانة الجنود الأمريكان ما زالت أهم معرقل في التوصل إلى اتفاق بين بغداد وواشنطن وان تقديم واشنطن بعض الآراء التعديلية حول المسألة وبعض الامور القانونية وهي بحاجة الى مزيد من النقاش”. ورجح أن “يكون الأسبوع المقبل حاسما بشأن الموقف العراقي من هذه الاتفاقية سواء كان سلبيا أم ايجابيا” إذ إن هناك “خيارات أخرى سيتبعها العراقيون في حال رفض الاتفاقية. وفي واشنطن قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الجمعة إن القوات الأمريكية ستحظى بالحماية بموجب اتفاقية جديدة مع العراق بشأن مستقبل الوجود الأمريكي هناك”.
وأشار جيتس إلى إن أعضاء الكونجرس تعاملوا ب”إيجابية” مع اتفاقية القوات العراقية التي توصلت إلى اتفاق مؤقت بين المفاوضين الأمريكيين والعراقيين يوم الأربعاء الماضي إلا أنه مازال ينبغي أن يحظى بموافقة الهيئات التشريعية في البلدين.
وأكد المتحدثان باسم وزارتي الدفاع والخارجية أن جيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس يطلعان قادة الكونجرس البارزين هاتفيا على تفاصيل الاتفاقية ويسعيان إلى الحصول على تأييدهم. ولم يكشف عن تفاصيل تذكر بشأن ما يسمى ب”اتفاقية وضع القوات” أو “سوفا” وهي اتفاقية تقليدية تبرمها واشنطن مع الدول التي تستضيف قوات أمريكية.
وقال جيتس إنه والقادة العسكريين الأمريكيين “يشعرون بالرضا لأن الرجال والنساء من أفراد القوات الأمريكية الذين يخدمون في العراق يحظون بحماية جيدة” بمقتضى الاتفاقية، إلا أنه لم يحدد ما إذا كان هذا يعني أن القوات الأمريكية ستتمتع بالحصانة أمام القضاء العراقي أم لا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد