تحت ضغط الإسلاميين الملك الأردني يعين رئيساً جديداً للحكومة
كلف الملك الأردني عبدالله الثاني، أمس، وزير الخارجية السابق وأحد داعمي تعديلاته الدستورية عبدالله النسور تشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لفايز الطراونة الذي قدم استقالته تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية نهاية العام الحالي، بعد حل مجلس النواب يوم الخميس الماضي.
وتنص المادة 74 من الدستور الأردني، بأنه على الحكومة الاستقالة خلال أسبوع من صدور الإرادة الملكية بحل مجلس النواب.
وجاء في البيان الملكي، إن «الملك عبدالله الثاني كلف عبدالله النسور تشكيل حكومة جديدة، خلفاً لحكومة فايز الطراونة التي قدمت استقالتها للملك اليوم (أمس)»، موضحاً أن «تقديم الطراونة استقالة حكومته للملك تأتي تماشياً مع التعديلات الدستورية الأخيرة، التي نجمت عن خارطة الإصلاح السياسي، والتي تستوجب استقالة الحكومة بعد حل مجلس النواب».
وكان الطراونة (63 عاماً) تسلم منصبه في 26 نيسان الماضي، بعد استقالة حكومة عون الخصاونة، بهدف تنفيذ إصلاحات في البلاد.
ويعتبر النسور (73 عاماً) من اكبر مؤيدي التعديلات الدستورية التي اقرها الملك عبدالله العام الماضي، وبموجبها انتقلت بعض صلاحياته للبرلمان، لكنه استعاد بعض السلطات التنفيذية التي انتقلت من الحكومة إلى القصر وأجهزة الأمن.
ورئيس الوزراء الجديد من مواليد مدينة السلط في شمال غربي عمان، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في «تخطيط القوى البشرية» من جامعة السوربون في باريس.
وسبق له أن شغل عدة مناصب عامة، من بينها وزير التخطيط بين العامين 1984 و1985، ووزير التربية في العام 1989. وانتخب عضواً في مجلس النواب (1989-1993)، ومن ثم تولى وزارة الخارجية فضلاً عن الصناعة والتجارة في العام 1991، ووزير التعليم العالي (1996)، وزير للتنمية الإدارية (1997).
كذلك انتخب عضواً في مجلس الأعيان بين العامين 1997 و2009. وفي العام 1998، تولى منصب وزير الإعلام. وأعيد انتخابه في مجلس النواب في العام 2010.
وكان النسور دعا، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «نورمينا» الفضائية يوم الاثنين الماضي، إلى «استيعاب جماعة الإخوان المسلمين وعدم إبعادهم، بل تشجيع القريبين منهم وإعطائهم حضوراً وشيئاً من النفوذ». كما دعا إلى إجراء انتخابات نزيهة و«إلا سيصاب كيان هذه الدولة بضرر كبير».
وبدأ النسور، فور قرار تكليفه بإجراء اتصالاته في سبيل تشكيل الحكومة. ووفقاً لمصادر رسمية، فإنه التقى رؤساء وزراء سابقين من بينهم الطراونة، فضلاً عن رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري.
ودعا الملك عبدالله في كتاب التكليف النسور إلى تشكيل فريق وزاري «يكون بمستوى المرحلة الوطنية والتحديات التي نمر بها»، وطلب منه التعاون مع الهيئة المستقلة للانتخابات. كما حثه على «مواصلة الحوار مع جميع شرائح المجتمع والأحزاب والقوى السياسية لتشجيعها على المشاركة الفاعلة في الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً»، موضحاً أن «التحديات المالية والاقتصادية المختلفة التي نواجهها... تتطلب إعداد موازنة متوسطة المدى، لتعرض على البرلمان المقبل».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد