تجاذبات جنيف 2 مازالت في عنق الزجاجة
فيما يبدو أن توجيهات وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره من آل سعود بدأت «تترجم في أروقة ائتلاف الدوحة أساساً ومن ثم الرياض»، حيث أعلن متحدث باسمهم أمس أنهم بانتظار دعوة الأمم المتحدة للمشاركة في «جنيف2».
وتأتي تصريحات الائتلاف بعد تسريبات نقلت عن الإبراهيمي بأنه سيطلب من الأمين العام للأمم المتحدة عقد «جنيف2» بمن حضر بعد أن ضاقت به الأفق، وبعد تأكيدات أميركية بأن المعارضة غير جاهزة ومستعدة لأي مفاوضات ولا وفد لديها وسط حالة من الانقسام غير المسبوقة في صفوفها.
ويعقد «ائتلاف الدوحة الرياض» اجتماعات في اسطنبول للبحث في قرار المشاركة في جنيف وسط تهديدات من عدد من أعضائه بالانشقاق في حال قرار الرفض وإصرارهم على الذهاب إلى جنيف دون مظلة أحد ودون تأخير استجابة للتوجيهات الأميركية التي سربت عن السفير الأميركي في دمشق الذي يمارس نشاطه من واشنطن روبرت فورد، وأكد خلالها لمن التقاهم منذ 3 أسابيع في تركيا أن قرار عدم المشاركة في جنيف يعني نهاية الائتلاف وهددهم قائلاً: «نحن من أسس الائتلاف ونحن من يحله».
مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة باريس شاركت في الاجتماع الثلاثي الذي عقد في جنيف الأسبوع الماضي، تحدثت عن تصميم روسي لعقد «جنيف2» وخلال المواعيد المقترحة وفي حد أقصى النصف الثاني من كانون الثاني 2014 وإلا فستبحث عن حلول أخرى دون تدخل أميركي، ووصف المصدر بأن الوفد الروسي كان ينتقد باستمرار نظيره الأميركي لعدم التزامه بما سبق أن تم الاتفاق عليه.
وتوقع المصدر أن يعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الـ25 من الشهر الحالي موعد جنيف بغض النظر عن قرار الائتلاف الذي من المقرر أن يجتمع ثانية في 23 و24 من الشهر الحالي لاستكمال مباحثاته في حين دعت موسكو كل أطياف المعارضة إلى اجتماعات في 14 و15 من تشرين الثاني تمهيدا لـ«جنيف2».
وفي سياق متصل، نقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن مصادر مطلعة، أن شخصيات قيادية في المعارضة السورية من تيارات مختلفة بدأت التحضير والعمل لعقد اجتماع في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، لم تحدد مكانه، يهدف إلى لم شمل كل قوى وتيارات المعارضة السياسية في محاولة لتقريب وجهات النظر والاتفاق على وفد موحّد لمؤتمر «جنيف2» أو على برنامج موحّد، على أقل تقدير.
إلى ذلك أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الإبراهيمي سيعقد اجتماعاً جديداً بداية شهر كانون الثاني القادم مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية لبحث موعد وأطراف «جنيف2».
وفي لبنان أكد نائب الأمين العام لحزب اللـه الشيخ نعيم قاسم: أن «مشروع إسقاط سورية أخفق والمراهنين عليه خسروا وسيزدادون خسارة يوماً بعد يوم» معتبراً أن «المشهد في المنطقة أصبح واضحاً جداً فلا إمكانية لإقصاء سورية المقاومة ولا إمكانية لتمرير المشروع الأميركي الإسرائيلي من البوابة السورية».
ومع انسحاب ثلاث قطع من السفن الأميركية من البحر المتوسط، كانت حشدتها واشنطن في أيلول الماضي تمهيداً للعدوان على سورية، تكون مفاعيل أزمة الكيماوي السوري قد انتهت بالكامل.
في الأثناء أكد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك أمس أن «إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية سيكون مفتاح السلام والاستقرار للشرق الأوسط كله»، داعياً الدول الأوروبية إلى التخلي عن سياسة الحظر وفرض العقوبات على سورية، واصفاً تلك السياسة بأنها «إجرام بحق السوريين».
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد