بوش بحث مع الهاشمي احتمال انسحاب جبهة التوافق العراقية
بحث نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي مع الرئيس الأميركي جورج بوش في الاسباب التي قد تدفع "جبهة التوافق العراقية" السنية إلى الانسحاب من الحكومة العراقية، بينما شهد العراق موجة جديدة من اعمال العنف لم توفر حتى المشيعين واودت بحياة عشرات من العراقيين وخمسة جنود أميركيين.
وجاء في بيان صدر عن مكتب نائب الرئيس العراقي ان الهاشمي "تلقى (مساء الاحد) مكالمة هاتفية من الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش وتناول الحديث بصراحة تامة واقع العملية السياسية المتعثرة وسبل الخروج من المأزق الراهن". وقال ان الجانبين تناولا هذا الموضوع "بعدما تواترت الأخبار عن نية جبهة التوافق العراقية الانسحاب من الحكومة الحالية إبراء لذمتها أمام الله وأمام الناس".
وكان احد قياديي الجبهة ورئيس مجلس الحوار الوطني خلف العليان دعا الاحد في عمان الجبهة الى "الانسحاب الكامل من الحكومة الحالية وخلال فترة محددة". وقال البيان ان الجبهة تدرس احتمال الانسحاب من الحكومة "بعدما فقدت الأمل في إصلاح الأوضاع رغم المحاولات الجادة والمخلصة التي بذلتها في هذا السبيل"، موضحا ان بوش وعد الهاشمي بـ"درس الملاحظات التي أشار إليها السيد نائب رئيس الجمهورية بجدية (...) وكرر دعوته له لزيارة واشنطن". واضاف ان الهاشمي وعد بتلبية الدعوة "في أقرب فرصة ممكنة".
وزار الهاشمي واشنطن في نهاية العام الماضي والتقى الرئيس الأميركي وعدداً من مساعديه الكبار.
وأعلن الجيش الأميركي مقتل خمسة من جنوده في اليومين الاخيرين. وبذلك ارتفع عدد الجنود الأميركيين الذين سقطوا هذا الشهر إلى أكثر من مئة مما يجعل نيسان واحدا من أكثر شهور الحرب دموية بالنسبة الى القوات الأميركية.
ويمكن هذه الخسائر التي تكبدتها القوات الأميركية في شهر واحد أن تزيد الضغوط على بوش الذي يعارض خطة للديموقراطيين لوضع جدول زمني لسحب القوات من العراق.
وقبل إعلان الجيش مقتل الجنود الخمسة، قدرت المنظمة المستقلة لحصر الخسائر البشرية في موقعها على الانترنت عدد الجنود الأميركيين الذين سقطوا في نيسان بما يصل الى 99 جنديا. وقتل نصفهم تقريبا داخل بغداد وحولها. ومنذ الغزو عام 2003 قتل أكثر من 3350 جنديا أميركيا.
وكان نيسان شهرا سيئا أيضا للقوات البريطانية اذ شهد مقتل 12 جنديا بريطانيا وهو أكبر عدد من القتلى تتكبده القوات البريطانية خلال شهر واحد منذ آذار 2003 عندما قتل 27 في الأيام الأولى من الحرب. وقالت السفارة البريطانية ان وزير الدفاع البريطاني دس براون قام بزيارة لم تعلن سلفاً لبغداد والتقى نظيره العراقي عبد القادر جاسم العبيدي.
وفي اعمال عنف أخرى، قالت الشرطة العراقية إن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه وسط مشيعين في جنازة شيعية في بلدة الخالص بمحافظة ديالى مما ادى الى مقتل 23 شخصا وجرح 35 آخرين.
وفي محافظة الأنبار، قالت الشرطة ومصادر طبية إن حاوية محملة بغاز الكلور انفجرت قرب أحد المطاعم غرب مدينة الرمادي مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص. وزاد استخدام المسلحين لغاز الكلور في تفجيراتهم وغالبيتها في محافظة الأنبار. وفي تجدد لأعمال العنف في بغداد، قتلت القوات الأميركية ثمانية مسلحين في ما وصفه بعض الشهود بأنه اشتباك مع ميليشيا "جيش المهدي" التابع لرجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر.
وفي البصرة، تحدثت قوات الائتلاف في بيان عن مقتل ستة اشخاص في انفجار حصل على ما يبدو لدى محاولة مسلحين نقل قنبلة بواسطة سيارة في احد شوارع المدينة.
من جهة أخرى، حض الصدر الرسامين العراقيين على رسم "الوجه البشع" لقوات الاحتلال في العراق على الجدران الاسمنتية المنتشرة في بغداد. وقال في بيان: "ارسموا على هذه الجدران لوحات رائعات تظهر بشاعة المحتل وارهابه وما جناه على العراقيين من فتنة ومفخخات ودماء".
كما تظاهر نحو ثلاثة آلاف من اتباع الصدر في بغداد احتجاجا على عمليات دهم في مدينة الصدر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد