(بقعـــة ضــوء) هل يعـــود إلى الضـوء؟

على مدى عدة سنوات مضت, كان لمسلسل بقعة ضوء نصيبه من المتابعة والنقد، فقد اختلفت الآراء حول اللوحات التي عرضها بين إيجابية وسلبية، بين كوميدية وهزلية, واستطاع تكوين سمعته الجيدة من خلال جودة الأفكار وجديتها، وتنوع الكتّاب ومناهلهم الفكرية واعتماده على البطولة الجماعية للممثلين المشاركين فيه، فلم يكن (بقعة ضوء) يعتمد على نجومية ممثل معين، ولم يكن فيه ممثل ثانوي أو سنيد, وتمكن برشاقة أن يلتقط المفارقة الساخرة، دون إطالة، من خلال لوحات قصيرة مختزلة ومكثفة، تناولت الواقع الحياتي المعيش بسلاسة بصرية بغض النظر عن اختلاف الإيقاع بين لوحة وأخرى، فكان ساحة مفتوحة للجميع كتابة وتمثيلاً، وهذا الأمر كان من أهم عناصر نجاحه برأي البعض، إضافة إلى جرأته وملامسته للخطوط الحمراء وأحياناً دفعه لها ومحاولة اختراقها.

وقد تأسف كثيرون لتوقف هذا العمل الكوميدي الجماهيري اللطيف عند الجزء السادس منه، لكن المخرج سامر برقاوي يعلن فجأة أن (بقعة ضوء) سيكون حاضراً على الشاشة الرمضانية لهذا العام، ولكن كيف؟. 
 يجيب المخرج برقاوي: حالياً أقوم باختيار مجموعة من اللوحات المنتقاة من الأجزاء الستة التي قدمت خلال الأعوام الفائتة، فلبقعة ضوء إشكالياته وحساسيته في التعاطي مع المزاج العام وخاصة الرقابة، بمعنى أنه سيتم اختيار اللوحات التي تركت أثراً عند المشاهدين بالإضافة إلى القيمة الفنية والمعنوية، وسيتم إدخال بعض اللوحات التي نفذت في الأجزاء السابقة ومنعت من العرض. ‏

فإذاً لن يكون المشاهد على موعد مع جزء جديد من المسلسل الكوميدي (بقعة ضوء) وإنما سيكون على موعد مع بانوراما تذكارية تستعيد أمجاد هذا العمل الشعبي الناجح، يسميها المخرج برقاوي (بانوراما تكريمية، لكل من ساهم في إنجاز بقعة ضوء من مخرجين وممثلين وكادر فني), وربما يسميها آخرون بانوراما تجارية للاستفادة من نجاح (بقعة ضوء) في أجزائه السابقة... لكن المؤكد أن هذا المشروع البانورامي التكريمي لن يضيف لبقعة ضوء شيئاً، إلا المزيد من الحسرات على نجومها وكتابها ومخرجيها الذين تبعثروا في كل حدب وصوب. ‏

ميسون شباني

المصدر: تشرين