بغداد تختار موسكو لتتسلّح: صفقات بـ4,2 مليارات دولار
فتحت بغداد ابوابها مجددا امام الاسلحة الروسية من خلال الصفقة الكبيرة التي اعلن عنها خلال زيارة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لموسكو، وذلك بقيمة تجاوزت الاربعة مليارات دولار، ما يجعل العراق من بين اكبر المشترين للاسلحة الروسية، ويخفف من اعتماد العراقيين على الاسلحة الاميركية.
وأعلنت الحكومة الروسية، في بيان في اليوم الثاني من زيارة المالكي موسكو حيث التقى نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف، أن العراق وقع عقودا لشراء أسلحة من روسيا تزيد قيمتها على 4,2 مليارات دولار خلال الأشهر القليلة الماضية.
وكان العراق منطقة مغلقة أمام صناعة الدفاع الروسية بعد الغزو الأميركي في العام 2003 حيث كانت بغداد احد أكبر مشتري السلاح الروسي.
وقال المالكي، في بيان عقب لقائه ميدفيديف، إن «العراق اليوم يسعى إلى تعزيز علاقته مع الدول الصديقة وفتح مجالات للتعاون لا سيما في قطاعات الطاقة والزراعة والتجارة»، مضيفاً ان «زيارتنا السابقة لموسكو أسست لعلاقات متوازنة أساسها المصالح والاحترام المتبادل، وسنسعى خلال هذه الزيارة إلى بحث جميع السبل والآليات التي من شأنها تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية».
وأكد المالكي، الذي يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، تطابق الرؤى بين البلدين في التحديات التي تواجه المنطقة وكيفية تجاوزها، داعياً نظيره الروسي إلى زيارة بغداد، موضحا ان «هذه الزيارة ستعطي دفعا قويا لتطوير علاقاتنا الثنائية».
وأكد ميدفيديف استعداد موسكو للتعاون وتعزيز العلاقة مع بغداد، مشيراً إلى أن «روسيا لديها الرغبة في توطيد العلاقة مع الشعوب العربية، والعراق من بين تلك الدول الذي نسعى إلى تعزيز سبل التعاون معه وتزويده بكل ما يحتاج اليه من إمكانيات في مجال الطاقة والنفط».
وقال ميدفيديف انه «بالرغم من الأحداث الخطيرة في الأعوام السابقة، إلا أننا حافظنا على اتصالات على مستوى رفيع. أنا واثق بأن ذلك من شأنه تعزيز الصداقة والشراكة والتعاون بين روسيا والعراق».
وأعلنت الحكومة الروسية، في بيان، أن وفودا عراقية قامت بزيارات عدة لروسيا خلال العام الحالي لشراء أسلحة تزيد قيمتها على 4,2 مليارات دولار، موضحة أن «أعضاء الوفد اطلعوا على الإنتاج العسكري الروسي وبحثوا اقتراحات تقنية وتجارية لتسليم معدات روسية مع ممثلي روسوبورون ـ اكسبورت ووقعوا سلسلة عقود بقيمة تفوق 4,2 مليارات دولار».
وكانت صحيفة «فيدوموستي» الروسية ذكرت، في أيلول الماضي، ان «صفقة الأسلحة التي تبلغ قيمتها 4,3 مليارات دولار، تشمل 30 مروحية هجومية من طراز مي ـ 28 و42 بانتسير ـ اس1، وهي أنظمة صواريخ أرض ـ جو»، موضحة أن «هذه الصفقة إذا أنجزت فستكون الأضخم التي تعقدها روسيا منذ العام 2006، وستشكل سيطرتها على سوق الأسلحة في الشرق الأوسط بعد سنوات من التراجع بسبب التواجد الأميركي».
وذكرت شركة «لوك اويل» النفطية الروسية في بيان ان الحكومة العراقية وافقت على عقد للتنقيب الجيولوجي واستخراج النفط في محافظتي ذي قار والمثنى جنوب البلاد.
وفي سياق مواز، أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج النفط العراقي قد يتضاعف بحلول العام 2020 ليبلغ 6,1 ملايين برميل يومياً، بشرط أن تضخ استثمارات ضخمة في هذا القطاع.
وقالت ان قطاع الطاقة العراقي «لديه الموارد الضرورية لتحقيق نمو سريع في إنتاجه من النفط والغاز»، مضيفة ان إنتاج النفط العراقي قد يبلغ 8,3 ملايين برميل يوميا في العام 2035. وأوضحت «لا بد من عدة استثمارات تبلغ قيمتها الإجمالية 530 مليار دولار لتحقيق هذه الزيادة الهائلة في إنتاج النفط بحلول العام 2035، أي حوالي 10 في المئة من موارد النفط والغاز».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد