الوحش الصهيوني خرج عن السيطرة
الصهيونية هي المشكلة التي تهدد السلام في الشرق الأوسط لا بل تهدد مستقبل الديانة اليهودية بالزوال.. والشرط الأساسي لعودة السلام يكمن في إزالتها. ذلك ما خلص إليه الكاتب اليهودي البريطاني جون روز في كتابه أساطير الصهيونية الصادر في العام .2004
ويستبعد الكاتب إحلال السلام في المنطقة على الأقل في الوقت الحالي بسبب العقيدة الصهيونية. وقال إن <الصهيونية تهديد لا يقتصر على الفلسطينيين وإنما ينسحب إلى مستقبل اليهودية نفسها>. واعتبر أن <وحش فرانكشتاين الذي خلقته المؤسسة الصهيونية> بات غير قابل للترويض أو أصبح خارج السيطرة. وأشار إلى أن الإسرائيليين الخائفين من هذا الوحش يحاولون الانفصال عن المشروع الصهيوني الذي تنتمي إليه جذورهم ، داعياً هؤلاء الذين يمثلون ما أسماه اتجاه ما بعد الصهيونية إلى مساعدة المؤرخين والمفكرين في تكثيف حرب الدعاية ضد الصهيونية في أوروبا واميركا بهدف الإسهام في تحرير فلسطين.
وحول الممارسات الإسرائيلية رأى روز أن المقارنة صائبة بين إسرائيل ودولة الفصل العنصري السابقة في جنوب أفريقيا حيث أدركوا في الحالة الأخيرة حقيقة مهمة جدا في الوقت المناسب: البنية المستبدة للدولة العنصرية يجب أن تتفكك قبل أن تعصف بها ثورة دموية.
وسجل المؤلف آراء لإسرائيليين يطالبون بإلغاء قانون العودة الإسرائيلي الذي يمنع الفلسطينيين من العودة إلى بلادهم منذ أكثر من نصف قرن لكنه يقضي بان من حق أي يهودي في أي دولة الالتحاق بإسرائيل مشيرا إلى أن إلغاء هذا القانون سيقوض دعامة مهمة من دعائم الصهيونية.
وقال إن الصهيونية تتجاهل المكون العربي الإسلامي في التاريخ اليهودي ولا ترى سوى المعاناة اليهودية خلال فترات ما أسماه بأسطورة النفي التي سيّستها الصهيونية عندما جلبتها من قصص الكتاب المقدس، معتبراً أنه وفق الأسطورة >فاليهود الذين كانوا يعيشون خارج فلسطين منفيون طوال تلك القرون.
ورأى المؤلف أن السياسيين الإسرائيليين الذين يستشهدون بحكايات عن أرض إسرائيل القديمة.. إنما يرتكزون على سلسلة من الأساطير الزائفة التي تشكّل الصهيونية، واصفا ما حدث من طرد للفلسطينيين العام 1948 بأنه تطهير عرقي.واعتبر أن من حق الفلسطينيين العودة أيضا.
وتابع روز شارحاً أنه في كلتا الحالتين كانت الصهيونية معتمدة على القوى الإمبريالية الغربية تماما. وأضاف أن ظل اللاجئ الفلسطيني سيظل يطارد إسرائيل إلى الأبد ماديا وسياسيا وأخلاقيا ونفسيا وعسكريا، معتبراً أن <اللاجئ الذي لم يسمح له بالعودة إلى وطنه هو الانتحاري الذي يجسّد إخفاق الدولة اليهودية في فهم حق الفلسطيني>.
وأشار روز إلى أن ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل الذي اعتبره أكثر زعماء الصهيونية نجاحا في القرن العشرين تباهى مرة بأن الأسطورة يمكن أن تصبح حقيقة إذا آمن الناس بها بما يكفي من القوة .. والكتاب المقدس هو مصدر ملكية لنا، مضيفاً أن بن غوريون تلاعب بحذق ومهارة بقصص الكتاب المقدس بحيث تناسب المزاعم السياسية للصهيونية على الأرض الفلسطينية.. مدمّراً أية احتمالات لمصالحة عربية إسرائيلية.
وأضاف أن الصهيونية، التي حملت وعدا بتحرير اليهود، ساعدت على تقوية الاستعمار البريطاني للعالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى، تماماً مثلما هي الدولة العبرية حالياً: <رصيد استراتيجي لمخططات أميركا الإمبريالية الجديدة في المنطقة العربية>.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد