النوم بعد الدرس ضمانة نجاح
هل تذكر زميلتك في الصف؟ تلك المزعجة التي كانت ترفع يدها باستمرار لتعيد طرح السؤال نفسه، «هل سيرد هذا في الامتحان»؟ ثم تسأل نفسك «ماذا لو كان الجواب «كلا»، هل كانت لتنام خلال الحصة الدراسية»؟
ربما خططت زميلتك فعلا لأن تأخذ قيلولة بعد الحصة، حتى تؤكد تخزين المعلومات التي اكتسبتها في الصف ليوم الامتحان النهائي. يعرف عن النوم أنه عملية تساهم في تثبيت المعلومات الجديدة التي نكتسبها. قد يكون هذا السبب هو الذي يجعل درس المساء فكرة صائبة. لكن ما هي المعلومات التي تستحق المعاينة والتخزين أثناء النوم، حتى نستعيدها ونستخدمها في وقت لاحق؟ وأية معلومة من بين الملايين تستحق فعلا أن تصبح جزءا من الذاكرة الطويلة الأمد؟ الجواب هو «المعلومات التي يبدو أننا سنحتاج لأن نستخدمها في وقت لاحق».
قام فريق من الباحثين الألمان بدراسة حول كيفية اختيار الدماغ للمعلومات التي سيخزنها ليستخدمها لاحقا. وشملت الدراسة 193 متطوعا عرضت عليهم أمور تعليمية عديدة، وقيل لبعضهم إنهم سيخضعون لاختبار حول الأمور التي تعلموها. وعُرضت المواد التعليمية على بعضهم خلال النهار حيث لا ينخرط عنصر النوم بالعملية، والبعض الآخر عرضت عليه مباشرة قبل النوم.
واستطاع المتطوعون الذين قيل لهم إنه سيتم اختبارهم بشأن الأمور التي تعلموها، أن يتذكروها بشكل أوضح إذا أخذوا قسطا من النوم بعد الحصة. وقارن الباحثون بين نمط نوم الأشخاص الذين كانوا يعلمون بأنهم سيتم اختبارهم بشأن الأمور التي تعلموها والذين لم يعلموا بذلك، وتبين أن الذين كانوا حاضرين للامتحان قضوا وقتا أطول في المرحلة الرابعة من النوم أو مرحلة النوم العميق، حيث كانت موجات دماغهم تتذبذب بشكل مميز وحركة بطيئة. وكلما كانت أساليب النوم المميزة تلك أوضح كلما تذكر المتطوعون المعلومات بشكل أكبر.
إذاً، فـــلا تعدّ وقاحة بعد الآن أن تسأل الزميلة في الصف إذا كانت الأمـــثولة سترد في الامتحان النهائي، لأنــها تــريد فقط أن تحدد المواد التي يجب أن تخزنها اثناء النوم!
السفير نقلاً عن «لوس أنجلس تايمز»
إضافة تعليق جديد