الممثلة بديلة العارضة أم هي شريكة المغني؟
بأي ذهنية تذهب الممثلة المحترفة الى التمثيل في «كليب» غنائي؟ هل تعتبر الأمر «دوراً» من ضمن الأدوار التي تعرض عليها في حياتها المهنية فتقبله أو ترفضه بحسب متطلباته وظروفه... أم تنظر اليه بصفته تجربة جديدة ادائياً... أم تقتصر الحسابات على الأجر المادي الذي ستتلقاه، وكفى؟!
تختلف الدوافع التي حدت، بالممثلة سلاف فواخرجي مثلاً الى الوقوف امام المغني كاظم الساهر، عن الدوافع التي حدت بالممثلة حنان الترك الى الوقوف أمام المغني نفسه في أغنية أخرى. واختيار ممثلتين مختلفتي الانتماء والأسلوب والخبرة وقفتا أمام مغنٍ واحد في أغنيتين – مقصود، للدلالة على ما يمكن ان يشكل حوافز لهذه الممثلة او تلك، تدفعها الى خوض مجال التمثيل في الكليب، وهي قطعاً حوافز متباينة بين ممثلة وأخرى، وبين مغن وآخر، وحتى بين شركة انتاج وأخرى.
على ان العامل الأبرز في فرض الرؤية على صناعة الكليب هو مشيئة المغني نفسه. فالمغني، في النهاية، هو الذي يقول نعم أو لا. المغني يقول هذا السيناريو لا ذاك، وهذا الدور لا ذاك. المغني يقترح اولاً. ثم يأتي بعد ذلك رأي الممثلة المحترفة التي تقيس الأمور بما يناسبها او لا يناسبها. يسرا، مثلاً، أعلنت اكثر من مرة انها رفضت عروضاً من مغنين كبار للمشاركة معهم في تصوير «كليب». يسرا رأت ان بطولة كليب مع مغن مهما تكن رتبته عالية لا يضيف اليها شيئاً كثيراً. وربما رأيها هذا يعكس وجهة نظر في الإنتاج الغنائي نفسه وفي المستوى الثقافي للمغنين، بل لعل هذا هو السبب الأكبر للرفض. اما بعض الأخريات فلديهن وجهات نظر أخرى قطعاً، فمنهن من يشاركن رغبة في الوصول الى جمهور قد لا يكون متوافراً في الدراما التلفزيونية أو حتى في الأفلام السينمائية، ومنهن مَن يُقبلن على التجربة لأنها... تجربة مختلفة عما اعتدن، وهذا في حد ذاته سبب كاف لإقناع النفس لدى الفنان، بالمغامرة. سلاف فواخرجي وحنان الترك مع كاظم الساهر مغامرتان مدركتان سلفاً انها مغامرة جميلة ورائعة ومضمونة النتائج اذ ان أغاني الساهر في الغالب الأعم لم تنزل يوماً عن مستوى الوسط، وأكثرها في المستوى الرفيع. اما مغامرة بعض الممثلات الأخريات مع بعض المغنين فمحفوفة بالمخاطر، وربما ليس لدى بعضهن ما يخسرنه اذا كان الفشل حليف الكليب ومغنيه ومخرجه وممثلته...
سيطرت عارضات الأزياء على كاميرا الفيديو كليب وصورته وسيناريواته والمغنين فيه في شكل عشوائي. عارضة الأزياء تمتلك القوام المطلوب والوجه المطلوب ولا تفعل الا ما هو «مطلوب» منها لأنها لا تملك اكثر من ذلك. أي انها لا تملك ان تقول انني ممثلة ولدي نظرة خاصة في ما يجب ان اعطيه لـ «لكليب». الممثلة المحترفة (مثل سلاف فواخرجي وحنان الترك) لا يمكن ان توافق على استخدامها ديكوراً او اعتبار جسدها مباحاً مثل أعظم العارضات للكاميرا من دون أي حاجة فنية أو درامية أو تعبيرية. الممثلة المحترفة، وتحديداً تلك التي كونت حضوراً متميزاً في مجالات عملها التلفزيوني او السينمائي أو المسرحي تضع شروطاً وتراقب تنفيذها وتقدّر المفيد والمضرّ اذا ما أثار انتباهها او مالت الى قبول عرض كليب ما...
تبقى ملاحظة اساسية هي ان بعض المغنين من أصحاب الانتشار الواسع القائم على ثقافة فنية يجدون في لحظة من لحظات البحث عن المعاني الأدائية لا الجمالية فقط في كليباتهم انهم مسكونون بالضجر من العارضات، فيلجأون الى الممثلات المحترفات ليعطين الكليب عمقاً أكبر كونهن شريكات فيه. قد يشعر المغني انه تعب من الجماليات الخارجية ويطلب قوة أدائية تغني الكليب فكرة وأبعاداً. وهنا التحدي في الخيار. ولكن، حتى في هذه الحال، هل ينسى المغني انه في حاجة الى امرأة جميلة؟
عبد الغني طليس
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد