المغرب لا يعرض سوى الحكم الذاتي و«بوليساريو» لا تقبل سوى الاستفتاء
دخلت المفاوضات بين المغرب وجبهة «بوليساريو» في مانهاست قرب مدينة نيويورك يومها الثاني أمس في ظل تباعد كبير في مواقف الطرفين. إذ أكد رئيس الوفد المغربي وزير الداخلية شكيب بن موسى أن مبادرة منح الصحراء حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية هي «قاعدة المفاوضات» التي تنعقد تحت اشراف الأمم المتحدة، في حين تمسك رئيس وفد «بوليساريو» في الجولة الأولى من المفاوضات محفوظ علي بيبة باقتراح الجبهة القائم على اجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء ورؤية «علاقات استراتيجية» مع المغرب في حال اختار الشعب الصحراوي الاستقلال.
وتحدث الوفدان في اليوم الأول عن إرادة صادقة ونيات حسنة، وإنما مع استمرار الاختلاف الجذري بينهما على أسس الحل. وانعقدت الجلسة الأولى من المفاوضات الاثنين، ثم اجتمع الوفدان مجدداً أمس في جولة ثانية أخيرة تعمقت في بحث الخلافات ووسائل الخروج من الحلقة المفرغة التي خلفتها الاقتراحات المتضاربة. وتولى مبعوث الأمين العام للصحراء الغربية بيتر فان فالسوم دور المسهل للمفاوضات.
وكان مجلس الأمن دعا في نيسان (ابريل) الماضي الطرفين الى مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة من دون شروط مسبقة للبحث في تقرير مصير الصحراء الغربية. وسيقدم الأمين العام بان كي مون تقريره الى مجلس الامن نهاية الشهر الجاري حول ما أسفرت عنه مفاوضات مانهاست.
ونقلت مصادر شاركت في الاجتماعات أن اليوم الأول تميز بتباعد المواقف تباعداً كبيراً، إذ اعتبر ممثلو «بوليساريو» ان الاقتراح المغربي غير مقبول كأساس وقاعدة للمفاوضات، فيما أكد وفد المغرب تمسكه الكامل باقتراح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب. وفي خطابه أثناء جلسة الافتتاح أكد شكيب بن موسى أن اقتراح الحكم الذاتي ليس جامداً غير قابل للنقاش، ولكن شرط أن يدور النقاش حصراً في الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب. أما خطاب «بوليساريو» فشدد على حق الصحراويين في أن يختاروا، إن أرادوا، الاستقلال أو الانتماء إلى المغرب، و «يجب علينا احترام خيارهم» الناتج عن استفتاء حر.
وأبدت مصادر «بوليساريو» خيبة أمل من أجواء اليوم الأول من المفاوضات. وقال مندوب «بوليساريو» لدى الأمم المتحدة أحمد بوخاري: «لا جديد في موقف المغرب. العرقلة نفسها والاستفزاز والتعنت». واستبعدت أوساط مطلعة انهيار المحادثات انهياراً كاملاً، إذ أن الطرفين عبّرا عن استعدادهما للحوار والاستمرار في المحادثات، إنما شرط ألا تؤدي المحادثات الى فرض أمر واقع مرفوض عند أي من المغرب أو «بوليساريو».
راغدة درغام
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد