المرأة ضد المرأة
لماذا لا تثق المرأة بقدرات مثيلاتها من النساء, فتفضل مثلا الذهاب الى الطبيب وتثق بتشخيصه وعلاجه, حتى في الحمل والولادة, ولا تثق بالطبيبة, وتؤثر المحامي على المحامية في تولي مشكلاتها القانونية .. كما تثق بمصمم الأزياء اكثر من المصممة التي تعرف كامرأة ما تفضله الاخرى وكيف تخفي عيوب جسدها.
كما تنحاز في عالم المطبخ الى الطباخ وليس إلى الطباخة على رغم موروثها الاجتماعي بأن المرأة هي سيدة المطبخ وليس الرجل كما انها تدلي بصوتها الانتخابي الى الرجل في الوقت الذي تطالب فيه بحقوقها السياسية. اذا كان من المفترض ان يكون أول من يشجع المرأة على النجاح في العمل واثبات وجودها فيه هي المرأة نفسها, وأن تثق بقدراتها وقدرات الاخريات, الا ان الذي يحدث هو خلاف ذلك, فيثق الرجل بالمرأة اكثر من ثقتها بنفسها. فلماذا لا تثق المرأة بالمرأة?
لماذا لا تثقن بالمرأة ايتها النساء? سؤال طرحناه على عدد من النساء يعملن في مجالات مختلفة, فماذا كانت مبرراتهن لعدم ثقتهن بنظيراتهن?
مي حسون: مهندسة كمبيوتر:اعترف اني لا أثق بالطبيبة وأثق بالطبيب لأنه يتعامل مع مريضته أثناء التشخيص والعلاج بطريقة أفضل من الطبيبة, فهو اكثر استعدادا للاستماع إلى مريضته واكثر تفهما لحالتها من الطبيبة التي لا تمنح مريضتها فرصة الشكوى, بل
تعتبر انها تستغل مرضها لتتدلل على زوجها, خصوصا في حالات الحمل.
اما عن سبب تفضيل الكثير من السيدات للمحامي على المحامية, فتعتبر السيدة مي أن السبب هو أن المحامية كامرأة يعتمد دفاعها على المشاعر والعاطفة التي تغلب على تفكيرها في معظم الأحيان, مما يجعلها تفقد الجدية والموضوعية في دفاعها عن موكلاتها, بينما يستطيع الرجل ان يلعب الدورين في آن واحد, اذ انه قادر على ان يحظى بثقة المرأة وقادر أيضا على ان يكسب الرجل بمستوى منطقه وتفكيره, بالاضافة إلى ان لديه خبرة أكبر في مجاله نتيجة احتكاكه المستمر بالآخرين, الامر الذي يؤهله للتعامل مع الجنسين وكسب ثقتهما.
الاعلاميةكاتيا سماحة :ترى أنه اذا كانت المرأة تناضل منذ سنوات من أجل الحصول على حقوقها السياسية في الترشيح والانتخاب, وقامت بمسيرات ونادت عبر التجمعات المختلفة بان يكون لها صوت ينطق باسمها ويطالب بحقوقها في البرلمان.. الا ان هذه المرأة اختفت عندما وضعت على المحك ولم يبق في الساحة إلا القليل, ففشلت المرأة في ان يكون لها مكان في البرلمان, ربما لعدم ثقة بنات جنسها بها.
وتشير السيدة كاتياالى ان سبب عدم اقبال المرأة على انتخاب امرأة أخرى تطالب بحقوقها قائلة:ما زالت المرأة تفتقر الى الوعي في مجال السياسة بالذات, وكذلك الى الخبرة والنضج في فهم اللعبة السياسية. فالنساء اللواتي ترشحن للانتخابات كلهن تنقصهن الخبرة, الرجل أقوى من المرأة سياسيا نتيجة ممارسته اللعبة السياسية منذ القدم, اضافة الى ان بعض الصفات السلبية في المرأة تعرقل نجاحها احيانا مثل الغيرة والعصبية وسرعة الاستفزاز والغرور. فالمرأة بشكل عام عند تسلمها أي منصب تصيبها حالة من الغرور, وكأنها ملكت الكون, وعندما تتعامل مع امرأة اخرى تنظر اليها نظرة دونية كما انها عندما تجتمع النساء لمناقشة قضية ما ووضع الحلول لها, وعند أي اختلاف في وجهات النظر يبدأ البعض بالغلط والتطاول في اللسان.
وتعتبر الاعلامية سماحةأن المراة لا تثق بامرأة أخرى في السياسة, لانها لم تصبح بعد على قدر المسؤولية. و من الصعب على المرأة ان تخدم البلاد مثل الرجل, لكونها تتحمل مسؤولية الأسرة والبيت والابناء, بالاضافة إلى متاعب الحمل والولادة التي تضطرها في أحيان كثيرة إلى التغيب عن العمل. كما انها لن تستطيع ان تعمل في أي وقت على مدار الاربع والعشرين ساعة كما يفعل الرجل.
فيما ترى السيدة نادين الخوري سيدة أعمال: ان احساس المرأة بضعفها من أسباب عدم ثقتها بقدرات الأخريات, حتى ان كن يتمتعن بقدرات فائقة, لأنها تشعر بأن من امامها تخفي ضعفها, فتحكم عليها باحساسها لا بعقلها.
اما بخصوص تفضيل الطبيب على الطبيبة, فتقول ان السبب في ذلك يعود الى ان الطبيب أكثر خبرة في مجاله وأكثر قدرة في التعامل مع مرضاه.
كما اعتبرت ان سبب ثقة المرأة بالرجل حتى في مجال الطبخ, يعود إلى أن الرجل, حتى يثبت نفسه في هذا المجال الذي يعد من مجالات المرأة, يحاول الابداع بخروجه عن المألوف, ويجتهد لوضع لمسات مميزة في عالم جديد عليه, لينجح في جذب الانظار اليه.لافتة الى ان التربية والبيئة والمعتقدات والموروث الاجتماعي كلها عوامل جعلت المرأة تثق بقدرات الرجل أكثر من قدراتهالاسيما أنها تعيش في مجتمع ذكوري. وليس الرجال وحدهم يعتقدون انهم أفضل من النساء, بل توجد لدى معظم النساء أيضا قناعة داخلية كبيرة بان الرجل افضل منهن, خصوصا انهن تربين على هذه القناعات وعشن في مجتمع يفرح بولادة الذكر, ويهتم به, ويشعره بأن له الكلمة العليا على المرأة, فتترسخ في أعماق المرأة فكرة ان الرجل أفضل منها, وتثق لا شعوريا بقدراته أكثر من قدراتها.
المحامية ايمان القادري: ترى ان المرأة لا تثق بمثيلاتها لكونها أكثر عاطفية من الرجل الذي يمتاز بقدرته على تحكيم العقل, اضافة الى انها سريعة الاستفزاز, ونفسها قصير, وليست كالرجل الذي يعد أكثر قدرة على التحمل وأقل استفزازا من المرأة خصوصا في مجال السياسة. وتضيف:
كذلك فان المرأة تتربى منذ الصغر على انها خلقت من أجل اسعاد الرجل والسهر على راحة الأسرة والابناء, وان نجاحها يتمثل في هذا المجال. وعندما تكبر تصبح مشتتة المفاهيم فلا تثق بنظيراتها من النساء في المهن المختلفة التي يتقاسمنها مع الرجل.
وترجع سبب عدم ثقة حواء بقدرات مثيلاتها من النساء هو ان الرجال يتمتعون بالهيبة والوقار ربما اكثر من النساء, اضافة الى ان العادات والتقاليد دائما تجعل كفة الميزان ترجح للرجل عن المرأة في أي مجال كان. ودليل ذلك ان المرأة تعتمد على الرجل في كثير من الامور قبل الزواج وبعده حتى وان تفوقت عليه علميا ومهنيا.
الانسة سمر نادر عارضة أزياء: في الوقت الذي تعرف فيه المرأة ما تحبه مثيلاتها من الملابس وما يليق بهن من ثياب, سواء من حيث الألوان والموديلات وغيرها, تجد الرجل ينافسها بشدة في هذا المجال, بل يتفوق عليها في كثير من الأحيان.وعن سبب تفضيل المرأة لمصمم الأزياء على مثيلاتها من النساء تقول:
قد يرجع السبب الى ان المرأة تلبس لإرضاء زوجها, وربما أيضا لان الرجل نجح أكثر من المرأة في ابتكار تصاميم متطورة تواكب روح العصر, بينما تسرق المصممات بعضهن من بعض تصاميم معينة. وكذلك فان تصاميم النساء تتصف بالتعقيد وكثرة الموديلات في الزي الواحد, بينما الرجل أكثر بساطة وهدوءا.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد