اللاذقية: مظاهرة تطالب بمعاقبة قاتل العقيد حسان الشيخ
تظاهر مئات السوريين الموالين للدولة في ساحة الشهداء (دوار الزراعة) في اللاذقية، مطالبين بإنزال أشد العقوبات بسليمان الأسد، بعد إقدامه على قتل العقيد حسان الشيخ.
وقال شقيق المغدور، في تصريحات صحافية، إن سليمان قتل شقيقه بدم بارد رمياً بالرصاص على مرأى ومسمع الناس عند دوار الأزهري باللاذقية.
وأوضح أن الجريمة تمت الخميس الماضي، «عندما حاول سليمان أن يتجاوز سيارة حسان في مكان لا يمكن التجاوز عليه (حاجز)، وظل يزمر خلفه حتى اجتازا الحاجز ووصلا إلى الدوار حينها كسر عليهم بسيارته وقطع الطريق، فما كان من العقيد إلا أن همّ من سيارته واتجه نحوه متحدثاً إليه بعد أن عرفه بنفسه وبأنه عقيد في الجيش السوري، لكن الفتى المدجج بالسلاح استل سلاحه وأطلق النار مباشرة في صدر الضابط الحاصل على العديد من الأوسمة وأرداه قتيلاً».
وأثارت جريمة القتل موجة عارمة من السخط في الأوساط المحلية في اللاذقية، ووصل مداها إلى معظم الجغرافية السورية وحتى خارج البلاد، وتطورت الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن وصلت الى حد التظاهر العلني ورفع شعارات منددة بظاهرة «التشبيح»، ومطالبة بالقصاص من الجاني الذي ترددت أنباء أنه غادر البلاد، في حين نفت بعض المصادر الرسمية ذلك وأكدت أن هذه الجريمة لن تمر من دون عقاب.
الجريمة المستفزة جاءت لتفجر الاحتقان الواسع في الشارع السوري تجاه سلوكيات بعض المتنفذين أو المستغلين للأزمة وانشغال الدولة، واستطاعت نقل السخط إلى الشارع، في ظاهرة تعد الأولى من نوعها في المجتمع الموالي، والذي ما اعتاد التظاهر على دوار الزراعة إلا تأييداً لهذه الدولة، وإن كان هذه المرة لم يخرج مناهضاً لها وإنما مطالباً إياها بفرض هيبتها ورافعاً علم الوطن وصور رئيس الجمهورية.
الأجهزة الأمنية كانت حاضرةً كعادتها في هذا الاعتصام، لكن هذه المرة لم تسجل أسماء الحاضرين كما هي مهمتها المعتادة، وإنما سجلت أسماء الغائبين الذين تخلفوا عن التنديد بالجريمة ولم يشعلوا شمعة تضامن مع عائلة الشهيد. هكذا يقول أحد المشاركين منطلقاً من حالة التعاطف التي بدت على وجوه الأجهزة الأمنية والتعاون اللافت مع الحدث.
القاتل الذي رفعت العائلة دعوى ضده ابن لقائد «الدفاع الوطني» سابقاً في محافظة اللاذقية هلال الأسد الذي استشهد في آذار من العام الماضي أثناء قيادته معارك الدفاع عن كسب شمال اللاذقية، حيث كان في الخطوط الأمامية في منطقة النبعين .
ولم يكتفِ المتظاهرون وأسرة العقيد الشيخ بالمطالبة بالقصاص من الجاني، وإنما رفعوا الصوت عالياً مطالبين الدولة بمنح العقيد وسام الشهادة وإعطائه رتبة شرف وتمتع زوجته وأولاده بكامل امتيازات أسر الشهداء، فهو الضابط الذي عجزت الجماعات المسلحة عنه ودفعت الدولة الملايين من أجل تدريبه وتأهيله، لدرجة بات فيها يتحدث خمس لغات وهو مكرم من القائد العام للجيش والقوات المسلحة في سوريا سابقاً.
بلال سليطين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد