القلق يؤثر على وظائف الدماغ

كشفت دراسة أميركيّة حديثة، أنَّ فائض القلق لا يؤثّر على المشاعر والانفعالات العاطفيّة فحسب، بل يمتدّ أثره إلى الخلايا العصبيّة في الدماغ، ويؤدّي إلى اتّخاذ قراراتٍ خاطئة. وبحسب باحثين في جامعة بتسبرغ الأميركيّة، فإنَّ مشاعر القلق تؤثّر سلباً على عمليّة اتّخاذ القرارات في الحياة اليوميّة.
وأوضحت الدراسة التي نشرت نتائجها في دوريّة «علم الأعصاب»، يوم أمس، أنَّ الدراسات السابقة ركَّزت على تأثير القلق على الدماغ، وخصوصاً على ردود الفعل من الناحية العاطفيَّة، لكن الدراسة الحديثة كشفت أنَّ هناك تأثيراً سلبيّاً للقلق على الحياة اليوميّة أيضاً.
وحلّل الباحثون في دراستهم، الخلايا العصبيّة الدماغيّة المتواجدة في ما يسمى بقشرة «الفص الجبهي» (PFC)، لدى مجموعتين من الفئران.
وهذه القشرة هي منطقة موجودة في الجزء الأمامي من الرأس البشريّ، وتلعب دوراً رئيسياً في عمليّة صنع القرار بمرونة.
وتلقّت المجموعة الأولى من الفئران، جرعات دوائيّة منخفضة تحفّز على الشعور بالقلق، فيما تلقّت المجموعة الثانية دواءً وهمياً، بحسب الدراسة.
وكان على المجموعتين اتّخاذ قرار منطقي باستلام مكافأة من الغذاء، وتبيّن أنَّ المجموعة الأولى لم تبالِ واتّخذت قراراً خاطئاً، وتركت المكافأة بسبب القلق، فيما اتّخذت الثانية قراراً صائباً واستلمت المكافأة.
وأثبتت الدراسة أنَّ الإفراط في القلق، يؤثّر على الدوائر الكهربائيّة في الدماغ بأكملها، كما أنَّه يؤثّر سلباً على عمليّة صنع القرار، مشيرين إلى أنَّ النتائج يمكن أن تؤدّي في النهاية إلى تحسين علاجات اضطرابات القلق والأمراض النفسيّة الأخرى.
وكانت دراسة كندية سابقة أظهرت أنَّ تحوّل مشاعر التوتّر والقلق عند بعض الأشخاص إلى حالة مرضيّة مزمنة، يؤدّي إلى تفاقم الإصابة بالأمراض العقلية، أبرزها «الزهايمر».

(«الأناضول»)