الغابات ستتكيف مع ارتفاع حرارة الأرض
في ظل ارتفاع درجات الحرارة التاريخي، أشار علماء في دراسة نشرت في دورية «نيتشر جيوساينس» الأميركية لعلوم الأرض، أمس الأول، إلى أن غابات العالم المدارية لن تفقد على الأرجح الكتلة الحيوية ومواد نباتية خلال القرن الحالي نتيجة التأثر بالظاهرة التي كان يتصورها علماء من قبل.
وأضيفت نتائج هذه الدراسة إلى أدلة متنامية تشير إلى أن الغابات المطيرة (أي التي تتميز بكثرة الأمطار فيها) قد تكون أكثر تكيفاً مع آثار تغير المناخ مما كان يعتقد العلماء، الذين عبروا سابقاً عن مخاوفهم في هذا الصدد.
وتلعب الغابات المطيرة دوراً هاماً في نظام المناخ العالمي لأنها تمتص ثاني أوكسيد الكربون، وتستخدمه في إنماء جذور الأشجار وفروعها وأوراقها. ويقدر العلماء أنها تختزن نحو 470 مليار طن من الكربون في كتلتها الحيوية.
وفي تفاصيل الدراسة، استخدم العلماء والخبراء في البيئة المدارية من بريطانيا والولايات المتحدة وأوستراليا والبرازيل، نظام المحاكاة بالكمبيوتر استناداً إلى 22 نموذجاً مناخياً لدراسة كيفية تعامل الغابات المدارية في الأميركتين وأفريقا وآسيا مع ارتفاع حرارة الأرض.
ورصد فريق الباحثين خسارة في حجم الغابات وفق نموذج واحد فقط في الأميركتين، وتحديداً في الأمازون وأميركا الوسطى.
وقال رئيس فريق الباحثين عضو «المركز البريطاني للبيئة وعلم المياه» كريس هانتينغفورد «خلصنا إلى أدلة تفيد بتكيف الغابات في الأميركتين وأفريقيا وآسيا».
يشار إلى أنّ ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض تتسبب في موجات جفاف واندلاع حرائق تقضي على الأشجار، لكن التقديرات تتفاوت بشأن حجم الغابات التي ستفقدها البشرية في عالم حرارته آخذة في الارتفاع.
وللإضاءة على بعض المعطيات، ففي العام 2009 أفادت مجموعة من العلماء البريطانيين بأن ما يتراوح بين 20 في المئة و40 في المئة من غابات الأمازون يمكن أن تموت خلال مئة عام إذا ارتفعت حرارة الأرض بنسبة درجتين مئويتين، وبأنها ستفقد نسبة 85 في المئة إذا ارتفعت الحرارة بنسبة أربع درجات، وهو مرجح بدرجة كبيرة.
(رويترز)
إضافة تعليق جديد