السودان: الشرطة تقمع تظاهرات «جمعة شذاذ الآفاق»

07-07-2012

السودان: الشرطة تقمع تظاهرات «جمعة شذاذ الآفاق»

تظاهر مئات السودانيين، أمس، في الخرطوم، في إطار «جمعة شذاذ الآفاق» التي دعت إليها المعارضة السودانية، والناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، استكمالاً لموجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أسابيع ضد سياسة التقشف، والتي تحولت إلى مطالب بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير، لكن الشرطة سرعان ما تعرضت بعنف للمتظاهرين الخارجين من المساجد، وأجبرتهم على التراجع. متظاهرون يهربون من قنابل الغاز المسيل للدموع خارج مسجد ودنوباوي في ام درمان في الخرطوم امس (أ ف ب)
وتوجه مئات المحتجين من مسجد «الإمام عبد الرحمن» في حي ودنوباوي في منطقة أم درمان قرب العاصمة الخرطوم، إلى الشارع، ولكن سرعان ما تراجعوا، بعدما واجهوا القنابل المسيلة للدموع.
وقال شاهد عيان إن المتظاهرين «لم يتمكنوا من ترديد الهتافات سوى لمدة دقيقة... وفروا إلى الداخل، فيما كانت الشرطة تطوق ساحة المسجد».
ويُعتبر مسجد «الإمام عبد الرحمن» التابع لـ«حزب الأمة» المعارض بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، من أكبر مساجد السودان وأشهرها، وأحد مراكز الاحتجاجات.
وأكد مدير المكتب الإعلامي لـ«حزب الأمة» عبد الرحمن احمد حسن، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن الشرطة تعاملت مع التظاهرة بقمع شديد، وأطلقت الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن وقوع إصابات. وأضاف أن المتظاهرين هتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام» وشعارات أخرى تدعو إلى رحيل الحكومة الحالية، وقدّر عدد المشاركين بحوالي ثلاثة إلى أربعة آلاف متظاهر.
وأوضحت ناشطة شاركت في التظاهرة أن «ساحة المسجد مليئة بالحجارة والعصي ليدافع المحتجون بها عن أنفسهم، ويحرس الشبان الأبواب الرئيسية، في حين سدت الشرطة بعض المداخل».
من جهته، أشار المتحدث باسم الشرطة السودانية أحمد عمر إلى أن الشرطة احتوت «احتجاجاً محدوداً»، من دون وقوع أي خسائر.
وبحلول المساء، كان حوالي مئة متظاهر لا يزالون محجوزين داخل المسجد. وقال أحد النشطاء إن الشرطة تحيط بالمسجد و«المتظاهرين يتخوفون من اعتقالهم إن خرجوا»، موضحاً أن الشرطة لا تعتقل الجميع، «فإن كنت تبلغ من العمر 40 عاماً وتلبس جلباباً، تنجُ من الاعتقال».
وفي مسجد السيد علي في ضاحية بحري في الخرطوم، أجبر المحتجون أيضاً على التراجع، بعدما استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع، فور خروجهم من المسجد.
وانطلقت الحركة الاحتجاجية في 16 حزيران الماضي من جامعة الخرطوم إثر إعلان الحكومة السودانية عن سلسلة من الإجراءات التقشفية، لكن شعاراتها تغيرت لاحقاً للمطالبة بإصلاح سياسي وإسقاط نظام البشير الذي يحكم البلاد منذ 23 عاماً. لكن الشرطة السودانية وقوات الأمن تسارع دائماً إلى القضاء على أي بادرة للاحتجاج.
وأشار إي جي هوغيندورن، من «مجموعة الأزمات الدولية»، إلى أن «من الواضح أن الاحتجاجات ما زالت في بدايتها، ولكنهم لن يتحولوا إلى تحد جدي للسلطة إلا إذا أصبحت المعارضة أكثر تنظيماً».
وكانت أحزاب المعارضة أعلنت أمس الأول عن التزامها دعم الحركة الاحتجاجية الشعبية ضد ارتفاع الأسعار، وسياسة الحكومة، وتصعيد التعبئة لوضع حد لنظام الحزب الواحد. ووقعت وثيقة «البديل الديموقراطي» الداعية إلى تكوين حكومة انتقالية و«إجراء انتخابات حرة ونزيهة»، و«عدم استغلال الدين في الصراع السياسي أو الحزبي لضمان الاستقرار والسلام الاجتماعي».
ومن أبرز الموقعين على الوثيقة «حزب الأمة»، و«حزب المؤتمر الشعبي» برئاسة حسن الترابي، و«الحزب الشيوعي السوداني»، و«حزب المؤتمر السوداني»، و«حزب البعث العربي الاشتراكي» والحزب الناصري، وغيرها.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...