السفير الأمريكي: ملتزمون بالانسحاب في 30 الجاري
أعلن السفير الامريكي في العراق كريستوفر هيل من واشنطن ان الولايات المتحدة ستسحب قواتها المقاتلة من كل المدن العراقية بما فيها الموصل (شمال) في 30 يونيو/حزيران.
وقال هيل في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال حول ما اذا كان الانسحاب من المدن سيشمل الموصل ايضا “وقعنا هذا الاتفاق ونحن نحترمه بشكل مطلق وكامل”، في اشارة الى الاتفاقية الامنية بين العراق وواشنطن. اضاف السفير الذي يزور واشنطن لاجراء محادثات مع المسؤولين الامريكيين “هذا يعني سحب جميع القوات المقاتلة من المدن”.
وأضاف هيل “ما يجب ان نفهمه هو ان قواتنا المقاتلة انسحبت اصلا من معظم مدن العراق”. واضاف ان الموصل “ليست تجربة لا نعرف كيف ستسير الأمور” فيها. لكنه اوضح انه “تركنا الافضل الى النهاية، بغداد والموصل”، موضحا انه شعر ب “كثير من التوتر” خلال زيارة قام بها قبل اسابيع الى هذه المدينة المتنازع عليها بين السنة والمسيحيين والاكراد.
من جهة أخرى يترقب العراقيون باهتمام ما ستؤول إليه الأحداث بعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن والقصبات نهاية الشهر الجاري، في إطار ترتيبات انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق نهاية عام 2011 وفق الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن.
وتعتزم السلطات العراقية تهيئة الأجواء لإجراء احتفالات شعبية يوم انسحاب القوات الأمريكية، الذي يتزامن مع احتفالات العراقيين بإحياء ذكرى أول ثورة شعبية في تاريخ العراق الحديث في 30 يونيو/حزيران 1920 ضد الاحتلال البريطاني.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية أن القوات العراقية تسلمت نحو 90 في المائة من مجموع المراكز العسكرية التي تتحصن فيها القوات الأمريكية في أرجاء البلاد، وأن عمليات الانسحاب من المراكز الأخرى تتوالى يوميا في مراسم احتفالية بين القادة العسكريين في الجيشين، فيما سيتم الإبقاء على عدد محدود من الجنود الأمريكيين كقوات ارتباط تتولى الإشراف على عمليات المراقبة والسيطرة الجوية لتوجيه الطائرات.
وتتفق تقديرات القادة العسكريين في وزارة الدفاع مع الداخلية العراقية على أن بعض الأنشطة “الإرهابية” والإجرامية ستستمر بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وقال النائب عباس البياتي عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي: “لا يمكن للقوات الأمريكية القيام بأي عملية عسكرية بعد تاريخ الانسحاب إلا بعد تقديم طلب مكتوب للحكومة العراقية. القوات العراقية ستبقى بحاجة إلى القوات الأمريكية في الجوانب اللوجستية في قضايا الإسناد الجوي والتدريب والتأهيل وإسناد القوات العراقية خلال تحركها من منطقة إلى أخرى وحماية خلفية هذه القوات، وليست العملياتية المباشرة”. أضاف: “القوات العراقية الآن في عام 2009 هي غير القوات العراقية في الأعوام الماضية، لكنها بحاجة إلى دعم من الكتل السياسية، وأن توفر لها حرية الحركة من دون تشكيك وطعن وتسييس وخاصة في المناطق التي تشهد بين فترة وأخرى عمليات إرهابية وتوترات”، مشيرا إلى أن “هذه المناطق قد يكون التعاون العراقي والأمريكي وثيقا وكبيرا فيها، وأن الذي يحدد حجم التعاون هذا هو التحدي الأمني والإرهابي وفق ما هو محدد في الاتفاقية الأمنية في مكافحة الإرهاب”.
ولفت إلى أن “القائد العام للقوات المسلحة العراقية لن يستأذن أي أحد لتحريك القطعات العسكرية في أي منطقة ولن ينظر يمينا ويسارا وإنما فقط ينظر إلى صلاحياته الدستورية والقانونية التي يتمتع بها.. حرية حركة القوات على جميع الأراضي العراقية والأجواء والتصدي للإرهاب والخارجين على القانون سوف يكون القرار (بشأنها) عراقيا محضا”.
ونوه البياتي بأن “هناك نموا مطردا في القوات العراقية وتصاعدا في الجاهزية والاستعداد، بحيث، في منتصف عام ،2010 ستكون لدينا قوة جوية وأرضية نارية وعددية جاهزة للتعامل مع أي حالة من حالات الإرهاب بمفردها من دون الاستعانة بأي قوات أجنبية”. وأضاف: “أعتقد أن مسائل التمرد والإرهابيين وقيامهم بعمليات لن تنقطع بعد الانسحاب الأمريكي، لكن هل يستطيعون أن يهددوا العملية السياسية؟... لا أعتقد ذلك”.
وفضلا عن التفاؤل الرسمي في العراق حول انسحاب القوات الأمريكية من المدن وقدرة القوات العراقية على ملء الفراغ، ثمة مخاوف لدى المواطن العراقي من مخاطر انسحاب القوات الأمريكية وترك البلاد رغم أنها لا تزال تعيش حالة من التناحر السياسي وعدم اتفاق قادة الكيانات السياسية على برامج لحل المشكلات العالقة. ومن بين تلك المشكلات قضية كركوك والمناطق المتنازع عليها وتعديلات الدستور وحل قضية مئات الآلاف من العراقيين المطرودين من وظائفهم وقضية البعثيين وعدم القدرة على تحريك القطعات العسكرية بسهولة بين المدن لمواجهة أي تمرد إلى جانب قضايا أخرى عديدة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد