الدماغ مسؤول عن اختيار الغذاء
تعكف مجموعة من العلماء، على دراسة الرابطة الخفية بين حاسة الذوق، وبين الصحة العامة للإنسان، مؤكدين أن عمل هذه الحاسة شديد التعقيد، حيث تمارس خلايا التذوق الموجودة على اللسان دوراً كبيراً فيه، إلى جانب عوامل شخصية ووراثية أخرى يحددها الدماغ.
ويؤكد العلماء، أن التعرض للأمراض التي تؤثر على حاسة الذوق أو الشم وتعطلها، مثل الأنفلونزا، تؤثر بشكل سلبي على طريقة تغذية المرضى، الذين قد يمتنعوا عن تناول أطعمة كانوا مولعين بها في السابق.
وأوضحت ليندا بارتوشوك، اختصاصية التغذية من جامعة فلوريدا، أن أهم مراكز التذوق موجودة في الدماغ، وهي مسؤولة عن إقبالنا على أنواع معينة من الأغذية، وامتناعنا عن أخرى.
وأضافت بارتوشوك لوكالة الأسوشيتد برس: "هناك العديد من العوامل التي تتداخل في عمل الدماغ، منها العوامل النفسية والوراثية، فالدماغ بطبيعته يقبل على الأطعمة الدسمة المليئة بالدهون، ربما بتأثير القرون الماضية التي عانتها خلالها البشرية من الجوع في العصور الغابرة."
وكانت تقارير سابقة، قد لفتت إلى التأثيرات السيئة للاحتفالات العائلية، التي يتم خلالها تناول كميات من الأطعمة بشكل جماعي، الأمر الذي يلغي الحاجات الفردية، وقد يجبر البعض خلالها على تناول ما لا يحبونه.
بينما تؤكد تقارير أخرى أن عدد خلايا الذوق الموجودة على اللسان، قد تؤثر أيضاً على ميول الإنسان نحو أطعمة بعينها، مشيرة إلى أن الخضراوات مثلاً، تترك طعماً مراً في أفواه الأشخاص الذين تمتلك ألسنتهم عددا ًكبيراً من خلايا الذوق فيمتنعون عنها، معرضين أنفسهم لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
وعلقت خبيرة التغذية بارتوشوك على هذه التقارير، بالتأكيد على أن ربع البشر يعانون من هذه الظاهرة، التي تجعلهم لا يستسيغون طعم الخضار، ويقبلون بالمقابل على الأغذية المشبعة بالدهون، وعلى السكريات والكحول.
غير أن ما أرادت بارتوشوك إبرازه من خلال دراساتها، هو إثبات أن بإمكان الناس تغيير ميولهم الغذائية، عبر تعويد أنفسهم منذ الصغر على تناول أطعمة لا يحبونها، كما تنصح حتى بإمكانية خداع خلايا الذوق، عبر مزج أطعمة غير محببة، بنكهات أخرى.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد