13-03-2018
الجيش يسيطر على 60 بالمئة من الغوطة الشرقية.. والآلاف يتظاهرون مطالبين بدخوله
بنفس لا ينضب، تابع الجيش العربي السوري أمس سحقه لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المتحالفة معها في غوطة دمشق الشرقية، وبات يسيطر نحو 60 بالمئة من مساحتها، بعد أن انتزع بلدة أفتريس بالكامل وعثر قربها على ورشة لتحضير ذخائر كيميائية، وأطبق حصاره الكامل على حرستا ودوما.
جاء ذلك، في وقت اندلعت فيه حرب شوارع بين مسلحي «النصرة» وميليشيا «فيلق الرحمن»، تمكن الجيش من تأمين خروج عدد من المدنيين على محور مديرا التي واصلت «النصرة» والميليشيات منعهم من المغادرة عبر ممري المليحة ومخيم الوافدين.
وسيطرت وحدات الجيش العاملة في القطاع الجنوبي من الغوطة بشكل كامل على بلدة أفتريس بعد معارك عنيفة مع «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها، التي تكبدت خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
وقامت وحدات الجيش مباشرة بتمشيط القرية وتفكيك المفخخات والألغام التي زرعها الإرهابيون وثبتت نقاطها في القرية لجعلها منطلقا جديداً نحو توسيع العمليات ضد «النصرة» والميليشيات في بلدة جسرين والمنطقة المجاورة.
وقبل ذلك، أفادت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن المسلحين أطلقوا نداءات استغاثة عبر اللاسلكي بعد تمكن الجيش من اختراق تحصيناتهم في بلدة أفتريس وسقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح، كما سيطر على عشرات الأنفاق على محور البلدة.
في غضون ذلك، أكد ضابط في الجيش العربي السوري، بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أن قوات الجيش عثرت بالقرب من بلدة أفتريس بعد خروج المسلحين منها على ورشة لتصنيع ذخائر كيميائية.
وقال: «من المرجح أن الذخائر التي عثر عليها تم تصنيعها في إطار التحضير لاستفزاز، لاتهام القوات الجيش باستخدام الأسلحة الكيميائية».
في الأثناء، تابعت وحدات الاقتحام في الجيش تقدمها في المزارع الفاصلة بين دوما وحرستا بعد أن تمكنت من السيطرة على مديرا شرق حرستا، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع الميليشيات المسلحة وسط تمهيد مدفعي وصاروخي مكثف على مواقع ونقاط تلك الميليشيات لتتمكن فجر أمس من عزل حرستا عن دوما أكبر معاقل ميليشيا
«جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، وفق ما ذكرت مصادر أهلية .
وفي سياق متصل، تمكن الجيش، وفق تصريح قيادي في غرفة عمليات الجيش نقلته صفحات على «فيسبوك» من العثور على مستودعات ذخيرة تحوي مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لم تتمكن الميليشيات المسلحة من استخدمها أو إخلائها قبل الهروب من المنطقة.
من جهته قال مصدر ميداني: «إن قوات الاقتحام تمكنت من التقدم والسيطرة على مساحات واسعة في الغوطة الشرقية بعد انهيار كامل دفاعاتهم، حتى الآن لم يستخدم الجيش سوى القليل من قوته».
بدورها أفادت مصادر إعلامية معارضة بأن قوات الجيش تمكنت من تحقيق تقدم جديد في محور حرستا وتطويقها بشكل كامل، وبالتالي عزلها فعلياً، كما مكنها التقدم هذا من عزل دوما أيضاً، وترافق ذلك مع تقدم آخر حققته القوات في المنطقة الواقعة بين مديرا وعربين، مبينة أنه ومع هذه التقدمات الجديدة ترفع قوات الجيش سيطرتها في الغوطة الشرقية إلى نسبة 59 بالمئة من مساحتها منذ بدء هجومها في الـ27 من شهر شباط الماضي.
وفي السياق، نفذ الجيش رمايات مدفعية استهدفت تستهدف مواقع مسلحي «النصرة» والميليشيات المسلحة في محور جوبر عين ترما، وفق صفحات على «فيسبوك»، على حين استهدف سلاح الجو مواقع المسلحين في مناطق جسرين وعربين محيط زملكا.
على خط مواز، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية أن حرب شوارع اندلعت في الغوطة بعد مطالب بانفصال ميليشيا «فيلق الرحمن» عن «جبهة النصرة».
وقال مدير المركز، فلاديمير زولوتوخين، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم: «إن المعارك التي تشهدها شوارع الغوطة تعيق خروج المدنيين وتجبرهم على البحث عن مخابئ».
وأوضح أنه «بعد مطالبة المركز بالانفصال الفوري لفيلق الرحمن عن التنظيم الإرهابي جبهة النصرة بهدف مناقشة إخراجهم فيما بعد من المنطقة، بدأت اشتباكات بين الفصائل المسلحة، والسكان المدنيين اضطروا للبحث عن مخابئ حتى لا يكون ضحايا الأعمال القتالية».
وكان المركز اشترط على مسلحي ميليشيا «فيلق الرحمن» أمس، الانفصال عن «النصرة»، للسماح لهم بالانسحاب من الغوطة.
وخرجت تظاهرات شارك فيها الآلاف في بلدات حمورية وكفر بطنا وحزة وسقبا وجسرين ضد المسلحين، بحسب مصادر أهلية ذكرت أن المشاركين رفعوا الأعلام السورية ولافتات كتب عليها «أهلاً وسهلاً بالجيش»، «الجيش الحر خاين»، على حين استشهد متظاهر وأصيب أربعة آخرون برصاص مسلحي ميليشيا «فيلق الرحمن» الذين أطلقوا النار على تظاهرة كفر بطنا.
إلى ذلك، و نقلاً عن مصادر أهلية، لاتزال «النصرة» والميليشيات المسلحة تمنع العائلات حتى من الاقتراب من الممر في بلدة جسرين وتهددهم بالقتل، لكن وحدات من الجيش العاملة على محور مديرا في القطاع الأوسط بالغوطة تمكنت من تأمين خروج عدد من العائلات ونقلهم باتجاه إدارة المركبات في حرستا ومن ثم إلى مراكز الإقامة المؤقتة، على حين واصل المسلحون منع المدنيين من الخروج عبر ممري المليحة ومخيم الوافدين، وسط أنباء أوردتها صفحات على «فيسبوك» تفيد بإصابات بين مدنيين حاولوا الخروج من حرستا عبر معبر الموارد المائية نتيجة استهدافهم من قبل المسلحين، وأن هؤلاء قاموا بنهب المساعدات الإنسانية.
على خط مواز، أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق ، بأن قذيفة صاروخية أطلقها إرهابيون أمس ينتشرون في الغوطة الشرقية سقطت في حي الكباس على أطراف الدويلعة تسببت باستشهاد مدنيين اثنين ووقوع أضرار مادية.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد