الجل بديلا عن الماء لري المحاصيل الزراعية
أصبحت قضية شح المياه وتراجع نوعية التربة والتصحر من أبرز التحديات التي تواجه العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص في الآونة الأخيرة، ومن هذا المبدأ، برزت عدة محاولات لإيجاد طرق جديدة لري المحاصيل الزراعية وزيادتها، كالأمطار الصناعية، وتكرير مياه الصرف الصحي، واستخدام الأسمدة.
إحدى الطرق الجديدة التي تبحث في إيجاد خيارات إضافية للري كانت تجربة أجرتها شركة "أغريسيل"، والتي تستخدم تقنية تعرف بـ"الزراعة باستخدام شريط الجل"، والتي قد تحقق ثورة ستحول المسار الزراعي في العالم.
وقال يلمان خان، مؤسس شركة "أغريسيل" ومدير مجلس إدارتها: "بين أيدينا الآن طريقة جديدة تسمح لنا بالزراعة باستخدام ماء أقل بنسبة 90 في المئة، وسماد أقل بنسبة 80 في المئة. أما الشيء الأكثر أهمية فهو أن كمية الحصاد تزيد بنسبة تصل إلى 50 في المئة".
ويضيف خان أن "المادة التي يصنع منها شريط الجل تحتوي على آلاف المسامات الدقيقة، وتتكون من غشاء يستخدم في مجالات طبية وبيئية عديدة، وتم تطويره بفضل البروفيسور الياباني يوشي موري. وما أدركه الفريق المشرف على التجربة أن هذه التقنية تسمح للمياه بالدخول في جذور النباتات ببطء، ما يسمح لها بامتصاص المواد الغذائية على مهل، وبالتالي فإن النباتات لا تستخدم أكثر من 200 ميلليلتر من المياه يوميا، في حين نستخدم اليوم في الظروف الاعتيادية نحو ليترين من الماء لكل شجرة".
ويمكن استخدام هذه التقنية في زراعة جميع أنواع المحاصيل، بدءا من أشجار التفاح وانتهاء بالقمح، إذ يقول يلمان خان: "هناك نوعان من الأشجار التي يمكن أن تستخدم هذه التقنية، النوع الأول هو الأشجار المثمرة كالفراولة والطماطم والتفاح والبطيخ والأوراق الخضراء. أما النوع الثاني فهو الحبوب كالقمح والذرة والأرز التي تزرع على مساحات واسعة. النوع الأول يستخدم شريط الجل، أما النوع الثاني فيستخدم المادة نفسها في هيئة مسحوق ناعم يرش على الأرض الزراعية ليمتزج بالتراب ويوفر نحو 70 في المائة من المياه و50 في المائة من الأسمدة".
ويؤكد القائمون على هذا المشروع أن كلفة تزويد الأرض الزراعية بهذه التقنية ليست مرتفعة، ولا تؤثر بأي شكل من الأشكال على أسعار المحاصيل، بل تجعلها أقل ثمنا.
(سي أن أن)
إضافة تعليق جديد