الثابت والمتحول :أدباء أم موظفون
ميس الكريدي: وعذرا أدونيس لاستعارة العنوان لكنك واحد ممن اختبروا العلاقة مع ضحايا العقم الفكري لدى الزمرة الناجية التي سأتناولها الآن... ومثلك عدد كبير من المبدعين الذين نسينا إبداعاتهم في التعامل مع الأفكار وانتاج قوالبها وانتقمنا للعدمية فينا باتهامهم بالماسونية مرة والتآمر مرات ....
وقد يكون هذا صحيحا ولكننا نسينا أنهم أدباء وليسوا سياسيين ويحق لمؤلف حكاية أن يحشوها مايشاء من خياله .. وأن التقييمات التي تخضع للقوالب القديمة لم تعد تصلح في ظل اختراقات العالم والعولمة ..وأننا وحدنا مانزال واقفين عند أذناب التاريخ نجر هزائمنا ونقنع أنفسنا بأنها المجد التليد ...
ونسينا أن نلتقط الكلمة حين تصير بحرا من حكايات وتسمرنا عند التنسط على همسات المبدعين ...فالعاجز لايحتمل العطاء..
كل الذين انتقدوا أحلام مستغانمي ورفضوا الاعتراف بموهبتها ..اذا كانوا جميعا كتاب ولديهم مؤلفات وجمعنا مؤلفاتهم بمافيها النسبة التي تشتريها دوائر الدولة بالواسطة
لايبيعون بقدر رواية واحدة لأحلام مستغانمي .....
الناقد هو القارئ لأنه هو من سيقتني الكتاب..
كفاكم تكديس كتب على حساب وزارة الثقافة لايقرأها أحد ..ولا توجد معايير لاختبار جودتها الأدبية والعلمية إلا الأمزجة المتخلفة التي سببت تكلس عقولهم وحدهم ......وصاروا مجرد شلة يعرفون بعضهم ولايعرفهم أحد ......
قد تكون هناك عوامل تلعب دورا في اختيار كاتب وتظهيره وتسليط أضواء الميديا عليه ...ولكن بالتأكيد لابد أن يكون هناك حد معياري للموهبة لأن ماينجح محليا من تعيينات الكتاب والصحفين بمعية فلان أو علان ..لا ينجح في المواجهة مع القارئ ..
وعذرا من كل الأصدقاء في كل القطاعات الثقافية والاتحادات ولكن خارج الدائرة المغلقة على مشاكلهم وخدماتهم ومآخذهم على بعض ..هل نجح أحد إلا بضعة أسماء في مراحل سابقة باجتياز حاجز الجماهيرية ؟!!!!!!!
تحول القطاع الفكري إلى حلقة مفرغة يديرها بعض الموظفين تشغلهم أدوارهم الرقابية أكثر من جودة كلمتهم ..
وتحولوا إلى جزء من المنظومة الأمنية بحثا عن تراتبية مراكز وظيفية ...
وصارت مهمتهم المعلنة تحقيق الأجندة السياسية للسلطة..ومهمتهم الثانية إدارة الأمور لصالح مكاسبهم وتوزيها وفق مصالحهم بدلا عن النضال لاعلاء شأن الجدل الثقافي والحقوق والحريات وأصبح الكتاب المدافعين عن كلمتهم زمرة من المارقين المنبوذين وأما الباقين فمهمتهم تمسيح الجوخ للسلطات وكتابة التقارير ببعضهم وبزملائهم ...وأينما ظهر يشهر بطاقاته الأمنية والنقابية والأدبية مع بعض ...
الأدب معياره الوحيد صموده أمام القراء لأن الأفكار مجنحة تستحق أن تختبر السماء ..أما بيع كتب التلات ورقات من خلال السلبطة على مؤسسات الدولة بالمحسوبيات فهذا ليس أدبا حتى لوكنت تحمل عشر بطاقات للنقابات والاتحادات ..
إضافة تعليق جديد