التظاهرات تجتاح المدن العراقية: 50 قتيلاً وجريحاً في السليمانية
شهد عدد من المدن العراقية، أمس، تظاهرات تطالب بمعالجة البطالة والقضاء على الفساد وتحسين الأوضاع وإقالة المسؤولين الفاسدين. وسقط خلال تظاهرة في مدينة السليمانية في إقليم كردستان قتيلان و47 جريحاً.
وفي الوقت ذاته، قتل 13 شخصاً، وأصيب 35، بانفجار سيارة مفخخة في محافظة ديالى. وقال المسؤول العسكري عباس التميمي إن انفجار السيارة التي كانت موضوعة في موقف للسيارات قريب من نقطة تفتيش للشرطة في المقدادية.
وقال طبيب في مديرية الصحة في السليمانية إن «شخصين (25 و18 عاماً) قتلا وأصيب 47 جراء إطلاق نار خلال التظاهرة التي جرت وسط مدينة السليمانية».
وشارك في التظاهرة نحو ثلاثة آلاف شخص للمطالبة بمعالجة البطالة والقضاء على الفساد وبسقوط «حكومة» الإقليم. وتجمّع المتظاهرون بعد جلسة مفتوحة في ساحة الحرية وسط مدينة السليمانية بدعوة من «شبكة حماية الحقوق والحريات» إحدى منظمات المجتمع المدني في السليمانية. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «نطالب بتغيير الحكومة» و«نطالب بإحالة المفسدين إلى القضاء»، وساروا باتجاه شارع سالم (وسط) حيث مقري الحزبين الرئيسين، وهتفوا «هذا ميدان التحرير. هل تتذكّرون (حسني) مبارك؟».
وتجمع المتظاهرون أمام مقر «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، الذي يتزعمه «رئيس» الإقليم مسعود البرزاني، ما دفع بحراس المقر إلى إطلاق النار بشكل عشوائي لتفريق المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم «حركة التغيير» المعارضة محمد توفيق إن «الحركة غير مشاركة، وليس لها يد في هذه التظاهرة»، مطالباً المتظاهرين «بعدم إثارة المشاكل».
وتتزامن التظاهرة مع موجة مماثلة تجتاح بشكل يومي العديد من المدن العراقية. ففي ناحية النصر في كبرى مدن محافظة ذي قار، تظاهر العشرات مطالبين بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة والقضاء على الفساد وإقالة المجلس البلدي. وقام المتظاهرون باقتحام مبنى المجلس البلدي وإضرام النار فيه كما أحرقوا جزءاً من بناية حكومية مجاورة، دون أن تؤدي هذه الأعمال إلى وقوع ضحايا.
وفي مدينة الكوت، تظاهر المئات أمام مبنى المحافظة في وسط المدينة مطالبين بإقالة مجلس المحافظة والمحافظ والمسؤولين المحليين لفشلهم في أداء واجباتهم وتحسين أوضاع المحافظة. وقام عدد كبير من المتظاهرين بنصب خيم في الساحة الرئيسية أمام المبنى، الذي قتل أمامه 3 أشخاص أمس الأول.
وفي البصرة تظاهر المئات أمام مبنى المحافظة حاملين ملفات لوثائقهم الخاصة في إشارة للبحث عن عمل. وهتف المتظاهرون «هذا ما نريده يا حكومتنا الجديدة».
ورغم تواصل التظاهرات اليومية، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، عدم خشيته منها قائلاً «ليس لدينا قلق من التظاهرات لان النظام السياسي ديموقراطي برلماني والشعب فيه مصدر السلطات»، لكنه حذر «من مندسين يحرفون مطالبهم المشروعة». كما حذر قوات الأمن من استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وفي محاولة من المالكي لتهدئة الشارع الذي تتلخص مطالبه بالخدمات والكهرباء والبطاقة التموينية، قال إن «مسألة الكهرباء أصبحت مسألة وقت وخلال 12 شهراً ستنتهي الأزمة». وأضاف «الحكومة تسعى لبناء الدولة والإعمار والخدمات وسنعمل على تخفيف المعاناة في أقرب وقت، منها عملية إطلاق التعيين لـ300 ألف درجة وظيفية ستساهم في تخفيف كثير من البطالة». وتابع «ليس أمامنا أزمة مالية إلا هذه السنة بسبب انخفاض أسعار النفط في بداية العام».
من جهة ثانية، أعلنت أمانة بغداد، في بيان، أنها تطالب واشنطن باعتذار ودفع مليار دولار لتعويض المدينة عما لحق بها من أضرار ليس بسبب التفجيرات وإنما بسبب الحوائط الخرسانية المضادة للتفجيرات ومركبات «هامفي» العسكرية التي تجوب شوارع المدينة منذ الغزو في العام 2003، موضحة أن قوات الاحتلال الأميركي ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والمظهر الجمالي لبغداد.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد