الاحتلال وجنين: إعدام فلسطيني بعد اعتقاله
أعدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس الشاب اسلام الطوباسي من مخيم جنين في شمال الضفة الغربية، بعدما اقتحمت منزله، وأطلقت النار عليه وهو نائم قبل أن تعتقله حياً، وتعلن لاحقاً عن وفاته.
وعاش مخيم جنين المستهدف منذ سنوات حكاية جديدة مع الرعب والموت، التي تريد اسرائيل نشرها في اروقته، وهو الذي جعلها تعاني الأمرين خلال حصاره في العام 2002.
ابراهيم شقيق الشهيد إسلام، كان الشاهد الأول على الحادثة، وهو فعلياً ما زال تحت تأثير الصدمة، ولا يصدق أنه فقد شقيقاً ثانياً أمس. ففي العام 2006، استشهد شقيقه سعيد على أيدي قوات الاحتلال، كما يقضي شقيقه أحمد حكماً بالسجن المؤبد في معتقلات الاحتلال.
وروى ابراهيم الطوباسي ما حصل أمس، وقال «داهموا منزلنا عند منتصف الليل، وسمعت صراخاً وإطلاق نار، وبعدها اقتادتني وحدات خاصة اسرائيلية إلى الطابق الارضي ورأيت شقيقي ممدداً على الأرض ومصاباً في قدمه، طلبوا مني التأكد من هويته، ثم اعادوني إلى المنزل». وأضاف « بعد ذلك سمعت إطلاق نار من جديد، وأخذ الجنود أخي معهم وهو مصاب، وفي وقت لاحق، أبلغنا بوفاته»، مشيراً إلى أنه «كان على قيد الحياة حين تم اعتقاله، لقد اعدموه».
وفي التفاصيل، تبين أن الوحدات الاسرائيلية راقبت منزل الطوباسي لساعات طويلة، ونفذت عملية اقتحام وهمية للمخيم ثم انسحبت. وبعد عودته إلى منزله عند منتصف الليل، داهمت قوات الاحتلال المخيم من جديد وبأعداد ضخمة. وبحسب إبراهيم، فإنه «منذ اللحظة الاولى التي اصبحوا فيها داخل المنزل بدأوا بإطلاق قنابل الصوت والرصاص، وقد اصيب شقيقي وهو نائم». وأكد أنه «كان بإمكانهم ببساطة اعتقاله من دون اللجوء إلى إطلاق النار، فهو لم يكن مسلحاً».
وفي المقابل، زعم جيش الاحتلال في بيان أن «المطلوب اصيب، وقامت قوات الجيش بنقله للعلاج وتوفي لاحقا متأثراً بجروحه في مستشفى اسرائيلي».
وبحسب مصدر في حركة الجهاد الاسلامي في جنين، فإن «الشهيد اسلام الطوباسي هو احد كوادرنا في مدينة جنين، وقد استشهد بدم بارد وتركه الاحتلال الصهيوني ينزف حتى الموت».
وعند اقتحام المخيم، حصلت اشتباكات بين قوات الاحتلال وشبان المخيم أدت إلى إصابة العشرات.
من جهته، أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال حويل، وهو من مخيم جنين، لـ«السفير» أن الاحتلال «تعمد قتل الشاب الطوباسي في محاولة لإرهاب المخيم، والطوباسي هو الشهيد الثالث الذي يقضي في مخيم جنين بهذه الطريقة».
ووفقاً لحويل، فإن أكثر من مئة جندي إسرائيلي شارك في عملية اقتحام المخيم من أجل اعتقال الشاب إسلام ابن الـ19 ربيعاً. وتساءل «لماذا كل هذا العدد من الجنود لاعتقال شاب أعزل»، مشيراً إلى أن اسرائيل تسعى باستمرار لبث الرعب في نفوس سكان المخيم الذين «لم تندمل جراحهم بعد منذ مجزرة جنين حين فقدنا عشرات الشهداء».
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد