الاتحاد الأوروبي: البدء بمناقشة تقسيم كوسوفو
قال ممثل الاتحاد الأوروبي، المكلف بالبدء في محادثات جديدة تتناول مستقبل إقليم كوسوفو، إن خطة تقسيم الإقليم قد تكون مقبولة كوسيلة لكسر الجمود المتعلق بمستقبل كوسوفو.
وأكد السفير الألماني في لندن ولفجانج إيشينجر، والذي يمثل الاتحاد الأوروبي، إن الوفد الثلاثي، المكون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، جاهز للمصادقة على أي اتفاق تتوصل إليه الأطراف المعنية داخل كوسوفو بما فيه تقسيم محتمل للإقليم التابع لصربيا، إذا كان ذلك هو ما يريده الزعماء الصرب والألبان في كوسوفو.
وكان الحديث في الماضي عن استقلال كوسوفو يعتبر من المحرمات حيث ترفض صربيا انفصال الإقليم فيما يطالب غالبية سكانه من الألبان بالاستقلال.
وكان مندوبون من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا قد أجروا يوم السبت مباحثات مع المسؤولين الذين يمثلون الأغلبية الألبانية من سكان الإقليم الصربي، وذلك في مسعى جديد لإيجاد تسوية سياسية بشأن الاتفاق على مستقبل كوسوفو.
وقد أجرى المندوبون يوم الجمعة أيضا مباحثات مشابهة مع المسؤولين الصربيين في العاصمة بلجراد، والذين عبَّروا مرارا عن رفضهم الشديد لمطالبة الأغلبية الألبانية باستقلال الإقليم عن صربيا.
وقبل توجههم إلى بلجراد وبريشتينا، عقد المندوبون اجتماعا في العاصمة البريطانية لندن لبحث مستقبل كوسوفو والتحضير لإجراء مفاوضات جديدة بين الصرب والأكثرية الألبانية في الإقليم.
وكان المندوب الأمريكي إلى الاجتماع، فرانك ويزنر، ونظيره ممثل الاتحاد الأوروبي، إيشينجر، قد صرَّحا بأنه سيتم إخبار الطرفين أن لديهما فرصة أخيرة ووحيدة للتوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات.
وأضاف إيشينجر: "نحن نعطي بلجراد وبريشتينا فرصة أخيرة، ربما تكون آخر فرصة، لكي تتوصلا إلى حل عن طريق المفاوضات."
ويقود ويزنر وإيشينجر الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة بعد أن كانت روسيا قد أوضحت بجلاء أنها سترفض أي خطة دولية قد تؤدي إلى استقلال الإقليم.
وكان وزير الخارجية الصربي، فوك يريميتش، قد أعلن في وقت سابق أنه "متأكد من وجود حل وسط" لتقرير مستقبل كوسوفو.
وقال الوزير لـ بي بي سي: "إن صربيا مستعدة لتقديم بعض التنازلات فيما يخص سيادة كوسوفو" الذي تديره الأمم المتحدة منذ نهاية الحرب قبل ثماني سنوات".
وأكد أن صربيا قد تعطي "أكبر استقلال ذاتي ممكن" لكوسوفو من أجل إرضاء مطالب ألبان الإقليم الذين يطالبون بالاستقلال الكامل.
وستخوض بلجراد وألبان كوسوفو جولة جديدة من المفاوضات بعدما تم وقف كل الخطوات لمنح الإقليم الاستقلال في مجلس الأمن الدولي.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه من غير الممكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه في كوسوفو، لكن إحراز أي تقدم في هذا الملف يتطلب تغييرا مهما في موقف أحد الطرفين على الأقل خلال المحادثات المقبلة.
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد أخفق الشهر الماضي في التوصل إلى إجماع بين أعضائه بخصوص مستقبل الإقليم الصربي، حيث أن الأغلبية الألبانية من سكانه تريد الاستقلال التام، بينما تعارض صربيا بشدَّة خطوة كهذه.
ويخشى المسؤولون الدوليون في كوسوفو من أنَّه في حال الفشل في التوصل إلى تسوية سياسية لمستقبل الإقليم، فإن الوضع الأمني فيه قد يتفاقم ويتدهور.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد