الإخوان المصريون يطلقون الرصاص من مآذن دمياط والإخوان السوريون يقفون بجانب الكتلة السلفية
شهدت محافظة دمياط، ليلة دامية، بدأت مساء أمس الأول، واستمرت حتى الخامسة بعد فجر أمس، بعدما قرر مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسى تحويل مدينة دمياط الجديدة إلى «رابعة العدوية» أخرى، محتمين بأعضاء تنظيم الإخوان السوريين، الذين حولوا المدينة إلى ولاية سورية، بجانب الكتلة السلفية المقيمة فى المدينة.
أرصفة محطمة وسيارات مكسرة، وشوم وأسلحة بيضاء غارقة بالدماء، وأوراق ممزقة ومصاحف ملقاة بجانب زجاجات مولوتوف، وجراكن بنزين وسولار كانت مخبأة داخل المجمع الإسلامى، موقع اعتصام الإخوان.. تلك هى بقايا معركة دموية وأعمال كر وفر استمرت لساعات طويلة بين مؤيدى مرسى والأهالى، طلقات كالمطر وأصوات أسلحة الآلى والخرطوش لم تهدأ لقرابة 5 ساعات.
رصدنا تفاصيل الليلة الدامية وسط الكر والفر، والتى لم تهدأ إلا بعد فض الاعتصام والقبض على عدد من مؤيدى مرسى المتهمين بالاشتراك فى الأحداث.
وتعود بداية الأحداث حينما انطلقت مسيرتان حاشدتان لمؤيدى الرئيس مرسى، أغلقتا مداخل ومخارج مدينة دمياط الجديدة، الأولى انطلقت من مسجد الدعوة الساعة 10.30 مساء، وجابت أنحاء المدينة مرورا بموقف دمياط الجديدة وجهاز التعمير، والثانية من مسجد الأمناء، انطلقت حتى شارع الصعيدى وعدد من الشوارع الرئيسية وصولاً لساحة المركز الإسلامى، ورددوا هتافات مناهضة للفريق أول عبدالفتاح السيسى والمعارضين، منها: «يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا الشعب الخط الأحمر» و«الحكاية مش إخوان.. الحكاية شعب اتهان.. الحكاية عسكر خان» و«وحياة دمك ياشهيد.. حقك راجع من جديد».
وفى التوقيت ذاته، وقف العشرات من أبناء المدينة فى منطقة الصينية، بشارع الصعيدى، يهتفون هتافات مناهضة للإخوان، منها: «إحنا السلطة وإحنا الشعب» و«والله زمان وبعودة ليلة أبوكم ليلة سودة» و«أحلى موتة يا ثوار على المشانق يا أحرار زى ما مات عمر المختار»، وأثناء ذلك أطلقت أعيرة نارية باتجاه الطرفين فى شارع الصعيدى، ثم توجه كل مؤيدى مرسى إلى المجمع الإسلامى ودخلوا فى اعتصام مفتوح، ناصبين خياماً ومنصة أشبه بمنصة رابعة العدوية، فجأة ودون إعلان مسبق.
وتوجهت مجموعة من الأهالى ناحية المجمع الإسلامى، فما كان من مؤيدى المعزول إلا أن أطلقوا الأعيرة النارية من أعلى منبر المسجد ومن الأماكن المحيطة بالمسجد، فتبادل الأهالى إلقاء الطوب وزجاجات المولوتوف معهم، ووجدت عناصر مجهولة كانت تحمل السواطير والسيوف وسط الاشتباكات، وتطورت الأحداث ودارت أعمال فر وكر بمحيط المجمع الإسلامى بين الطرفين، واعتلى مؤيدو مرسى أسطح العمائر السكنية وأطلقوا أعيرة نارية صوب المتظاهرين، ما دفع أهالى لاعتلاء عمائر أخرى والرد على طلقات مؤيدى المعزول.
من جانبه، قال ياسر أبوالخير، تاجر وشاهد عيان: «فوجئنا بإطلاق الإخوان للأعيرة النارية والخرطوش على أهالى المدينة، من أعلى العمائر السكنية، فى المنطقة المحيطة بالمجمع الإسلامى». واتهم شهود مؤيدى المعزول بإطلاق الأعيرة النارية من رشاش و«مقروطة» وأسلحة آلية من أعلى المجمع الإسلامى دون حسيب أو رقيب، متسائلاً: «هل تحولت بيوت الله لساحة حروب؟» نافياً رد الداخلية على الإخوان بالأسلحة النارية.
ويقول مؤيد بالله، محاسب: «حينما توجهنا كأهالى ناحية المجمع الإسلامى لرؤية الاعتصام الذى بدأه مؤيدو المعزول، وجدناهم مستعدين لنا بمجموعة أمام المسجد والأخرى أعلى مئذنة المسجد، فقاموا بإطلاق الأعيرة النارية علينا ونحن كنا قلة قليلة فى بادئ الأمر، علاوة على سبهم لنا بألفاظ بذيئة نحن والفريق السيسى والداخلية، وما إن تطورت الاشتباكات حتى جاءت قوات مكافحة الشغب وقوات الأمن المركزى وألقت القنابل المسيلة للدموع لوقف الاشتباكات وتفريقهم».
ويوضح «أ.م» أنه أثناء الاشتباكات الطاحنة بين الأهالى ومؤيدى مرسى، فوجئوا بأشخاص مجهولين يتحركون صوب المجمع ويحاولون إلقاء المولوتوف عليه، وهو ما رفضه الأهالى وتصدوا لهم وطردوهم من موقع الاشتباكات. وكشف مصدر أمنى ارتفاع عدد الإصابات إلى 15 مصاباً من الإخوان والأهالى، بطلقات خرطوش وغازات مسيلة للدموع، ونقلوا إلى مستشفى الأزهر الجامعى بدمياط الجديدة.
فى الوقت نفسه، قال شهود عيان لـ«الوطن»، إن عدد المصابين وصل إلى 50 مصاباً، لأن أغلب الإصابات لم تنقل للمستشفيات.
وعلمت «الوطن» أن مجند أمن مركزى أصيب أثناء الاشتباكات، كما هرب مؤيدو مرسى، من الأبواب الخلفية للمجمع الإسلامى، بعد تمزيق المصاحف لإلصاق التهمة بالمعارضين، وذلك حسبما أكد الأهالى، فيما أحرق الأهالى المنصة الرئيسية للمعتصمين، وبعض الخيام التابعة لهم، والتى نصبت داخل المجمع، وحطم الأهالى أيضاً إحدى السيارات الموجودة أمام المجمع، ظناً منهم أنها تابعة للإخوان.
المصدر: إيجي برس
إضافة تعليق جديد