الأوربيون مستمرون باستثمار النزاع السوري والقدوة يقول أن الدول العربية غير متحمسة للحوار
يعتزم المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي المشاركة في اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية المقرر عقده غداً الإثنين في بروكسل بشأن سورية، على حين أكد نائبه ناصر القدوة أنه لن يكون حل للأزمة فيها «إلا بتوافق أميركي روسي».
وقال مصدر بالمكتب الإعلامي للاتحاد الأوروبي وفقاً لوكالة «ايتارتاس» الروسية: «إنه لن يجري الحديث عن الوضع في سورية في الاجتماع فحسب، بل أيضاً عن تأثير النزاع على الأوضاع في دول المنطقة، بما فيها العراق ولبنان وتركيا والأردن ومصر».
وسيكون وضع اللاجئين من المواضيع الرئيسية للنقاش، حيث لجأ أغلبهم إلى الدول المجاورة.
وفرضت دول الاتحاد الأوروبي عقوبات شديدة على دمشق بصيغة حظر شبه كلي على الاتصالات الاقتصادية مع هذا البلد وإدراج عدد كبير من المسؤوليين السوريين على «القائمة السوداء» للأشخاص غير المرغوبين فيهم في الاتحاد الأوروبي.
وترى بعض دول الاتحاد الأوروبي أن قرار الإلغاء الجزئي للحظر على التوريدات العسكرية لدعم المتمردين السوريين شكل إجراء إضافياً لـ«الإسهام في وقف النزاع». وتمكنت دول الاتحاد في ذلك من التوصل إلى اتفاق بشأن تزويد المسلحين بـ«معدات غير قاتلة»، بما فيها مدرعات غير مجهزة بالسلاح، ووسائل الملاحة والاتصال، وأجهزة الرؤية الليلية.
إلى ذلك، اعتبر ناصر القدوة أن أطراف الصراع في سورية تعتقد «بإمكانية تحقيق الانتصار العسكري، لكن للأسف، وقد رأينا، بشكل واضح، أنه من غير الممكن. وفي كل الأحوال هو يلحق المزيد من الضرر والألم والدمار بسورية وشعبها»، وفق قوله.
وشدد القدوة وفقاً لوكالة «يو بي آي» على ما صرح به الإبراهيمي بأنه «لن يكون حل في سورية إلا بتوافق أميركي روسي.. وهذا أمر طبيعي، باعتبار أن الطرفين هما القوتان الأعظم في العالم، والأكثـر قدرة على التأثير في مسار الأحداث، نتيجة ربما اهتمام خاص بالصراع في سورية. لكن هذا لا يلغي، أبداً، أهمية الأطراف السورية، باعتبارها صاحبة الشأن، وأيضاً الدول الإقليمية».
لكنه أضاف إن «الأمر عائد، أولاً وأخيراً، إلى الأطراف السورية فقط، والطريقة الممكنة، الآن، هي بدء التفاهم بين أميركا وروسيا الاتحادية، يليه تفاهمات بين الدول الخمس والدول الإقليمية وهكذا. ثم يعود الأمر، مرة أخرى، إلى الأطراف السورية، التي سوف تتفاوض وتتباحث في كل التفاصيل التي يجب تنفيذها من أجل الحل السياسي».
وتابع قائلاً: «في كل هذه العملية مازلنا نعتقد أن المبعوث المشترك وفريقه يمكن أن يلعبوا دوراً مهماً وإيجابياً، لتسهيل هذا التفاهم والاتفاق وتسهيل تنفيذه بعد ذلك».
واستبعد القدوة أن «تكون الدول العربية قادرة على التوصل إلى حل للأزمة، من خلال الضغط على المعارضة لقبول حوار مع النظام دون شروط مسبقة»، وقال: «في الحقيقة لا أرى ذلك، ربما العكس، مَن مِن الدول العربية يمكنها الضغط على المعارضة؟ حتى الدول التي بادرت بالاعتراف بـ(ائتلاف الدوحة) كممثل شرعي للشعب السوري»... أرى أن هذه الدول، ربما، لا تكون متحمسة، أصلاً، لإجراء الحوار».
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد