الأمم المتحدة تدرس تغيير تفويض «الأندوف»
في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أنها تدرس تغيير تفويض بعثتها في الجولان، اعتبرت موسكو أن القرار الأممي حول إرسال وحدات روسية إلى الجولان يجب ألا يرتكز لقيود مضى عليها 40 عاماً، كما تحركت تجاه إسرائيل للضغط عليها لاستبدال قوات النمسا بقوات روسية.
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن مسألة الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة الفاصلة بين سورية وإسرائيل على الجولان، تحتاج إلى تفكير سياسي مغاير، ويجب ألا يُربط بوثائق مضى عليها 40 سنة.
وكتب غاتيلوف في مدونته بشبكة الاتصال الاجتماعي «تويتر» وفقاً لموقع قناة «روسيا اليوم»: «إذا كان مجلس الأمن قلقاً بسبب التوتر في هضبة الجولان، فإن إرسال قوات حفظ السلام الروسية إلى هناك، هو الحل.. وهنا يجب عدم التقيد بالتحديدات التي مضى عليها 40 سنة. إن مهمة المحافظة على السلام والاستقرار تتطلب تفكيراً سياسياً مغايراً».
بدوره قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف في تغريدة على موقع «تويتر»: «إن نشر قوات روسية لحفظ السلام في الجولان سيعني في حال تم عودة إستراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط».
والجمعة تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باقتراح نشر قوات روسية لحفظ السلام في الجولان بعد انسحاب البعثة النمساوية من قوام قوات (إندوف).
وفي هذا السياق أكدت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لتخصيص الوحدات العسكرية اللازمة لتنفيذ المهمة في الجولان إذا تلقت أمراً من القائد العام للقوات المسلحة أي من الرئيس الروسي.
والخميس الماضي أعلنت النمسا أنها ستسحب جنودها البالغ عددهم أكثر من 300 جندي من بعثة المراقبة الدولية في الجولان (الأندوف) بعد اندلاع معارك بين الجيش العربي السوري والمجموعات المسلحة المعارضة.
وأول من أمس بحث بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الوضع في سورية ومحيطها، والمسائل الملحة في العلاقات الروسية الإسرائيلية.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية، عن الدائرة الصحفية في الكرملين، أن هذا البحث الذي تم خلال اتصال هاتفي بين بوتين ونتنياهو «جرى تطويراً للحوار البناء بينهما الذي كان بدأ أثناء لقاء الطرفين في مدينة سوتشي الروسية في 14 أيار الماضي».
من جانبه قال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي «نقدر عرض روسيا تقديم قوات لنشرها في الجولان»، مضيفاً: «لكن اتفاق فك الاشتباك وبروتوكوله المبرم بين سورية وإسرائيل لا يسمحان للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالمشاركة في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان».
وتحتاج خطوة من هذا النوع من قبل روسيا لموافقة دمشق وإسرائيل التي تشعر بمخاوف متزايدة من امتداد النزاع السوري إلى أراضيها.
إلى ذلك قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أمس أن عرض بوتين أثار حفيظة إسرائيل رغم مطالبتها الأمم المتحدة توفير بديل فوري للقوات النمساوية.
وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن عرض موسكو.
من جهته أوضح السفير الروسي فيتالي تشوركين لمجلس الأمن هذا العرض وقال إنه ينبغي أن تعيد الأمم المتحدة النظر في منع قوات الدول العظمى من المشاركة في القوة.
ورداً على سؤال حول الرفض الذي عبرت عنه الأمم المتحدة، صرح تشوركين أن موسكو «على علم بهذه الوثيقة ولكنها تعتبر أن الزمن قد تغير».
وأضاف: إن البروتوكول الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وسورية في 1973 «وقع قبل 39 عاماً في عز الحرب الباردة والآن تغيرت الأمور كلياً وقوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان في وضع سيئ».
بدوره قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ايرفي لادسو: إن محادثات تجري مع قوات الدول المساهمة لإيجاد بديل للكتيبة النمساوية.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة طالبين عدم ذكر أسمائهم: إن مفاوضات تجري مع دولة واحدة على الأقل غير روسيا، موضحين أنهم يأملون في إعادة حجم هذه القوات إلى حده الأعلى المحدد بـ1250 جندياً.
من جانبه أعلن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت الجمعة أن قوة حفظ السلام في الجولان في موقع «خطير» لكن مجلس الأمن الدولي يعتبر مهمتها أساسية.
وأكد غرانت أن كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن «متوافقة على وجوب أن تواصل القوة مهمتها رغم تقليصها مؤقتاً»، مضيفاً: «نحن في وضع خطير وعلينا أن نعمل معاً لتفادي انهيار البعثة».
وأضاف: إن إدارة عمليات حفظ السلام تبحث عن مساهمين جدد وتسعى لإقناع الدول المساهمة حالياً في زيادة عديد قواتها وتسعى أيضاً إلى إقناع فيينا بـ«تأخير مغادرة» جنودها الـ377، لافتاً إلى أنه ينبغي في مرحلة تالية مناقشة «تعزيز، تغيير أو تعديل التفويض للتكيف مع الظروف الراهنة» مع استمرار النزاع في سورية.
وسيمدد مجلس الأمن قريباً مهمة قوة فض الاشتباك التي ينتهي مفعولها في 26 حزيران، وقوة الأمم المتحدة في الجولان مكلفة منذ 1974 مراقبة وقف إطلاق النار في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.
هذا وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي خلال مؤتمر صحفي عن دعم أميركا للجهود التي يبذلها أمين عام الأمم المتحدة وعمليات حفظ السلام التي تقوم بها بعثة الأندوف في الجولان، لضمان قدرة هذه البعثة في القيام بمهامها.
وكررت بساكي التعبير عن القلق الأميركي من عدم الاستقرار الإقليمي الناجم عن الأزمة السورية.
وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أول من أمس عن أسفها لقرار النمسا سحب قواتها العاملة ضمن قوات حفظ السلام في الجولان (الأندوف)، ورحبت بعرض موسكو إرسال جنود روس للحلول محل الجنود النمساويين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد