استمرار توقيف محطة شام ومحطات أخرى تنتظر الفرج
في آخر أيام عيد الفطر السنة الماضية، توقفت فضائية «شام» السورية عن البثّ. يومها، كان مقرّراً أن تعرض القناة التي حققت إقبالاً جيداً، أولى نشراتها الإخبارية بعدما عرضت في رمضان أهم المسلسلات الدرامية المحلية بلا حذف. وقد أشيع آنذاك أن الرعب الرسمي من أول نشرة أخبار سياسية، كان وراء المنع. بينما عزت الجهات الحكومية قرارها إلى عدم حصول القناة على ترخيص رسمي للبثّ من المنطقة الحرّة، المسموح للفضائيات الخاصة البثّ منها. وقالت مصادر مقرّبة من وزارة الإعلام إن شركة «عرب» الفنية للإعلام، وهي الجهة المالكة للقناة، ومقرها دبي، حصلت على الموافقة لإدخال جهاز إرسال فضائي لنقل بعض المواد الإعلامية من دمشق. لذا، أعطيت الموافقة للشركة مؤقتاً ولمدة زمنية محددة، غير أن الشركة «تعاملت مع الموافقة، كأنها ترخيص لتأسيس قناة تلفزيونية في سورية».
اليوم، ها هي «شام» تطلّ على جمهورها من جديد، لكن من مصر. فما الذي حدث؟ ولماذا انتقلت إلى القاهرة؟ في اتصال مع «الأخبار»، أكد محمد عبد الرحيم، رئيس تحرير قناة «شام»: «أن المحطة انتظرت أكثر من سنة أي توضيح رسمي لسبب إيقاف البث، علماً بأن الرخصة موجودة. وبعد المماطلة، قررنا الانتقال إلى القاهرة».
لكن لماذا لم تعط القناة ترخيصاً في دمشق حتى اليوم؟ يستبعد عبد الرحيم أن يعود إيقاف القناة إلى مخاوف سياسية، «فنحن كنّا نبث من داخل البلاد، لذا كان يستحيل أن نجازف في تجاوز الخطوط الحمر. والأهم أنّ المحطة لم تكن تحمل أي أجندة سياسية». ويذهب عبد الرحيم إلى أبعد من ذلك: «يبدو كأن هناك من يريد استنزاف القناة مادياً، لتدمير المشروع أو بيعه لأحد المستثمرين. أنقفنا أموالاً طائلة واستمررنا في دفع الرواتب من دون مردود... لذا انتقلنا إلى مدينة «6 أكتوبر» للإنتاج الإعلامي في القاهرة، بعدما أثبتت حتى اليوم نزاهة في العمل الإعلامي، ووفرت للعاملين سقفاً عالياً من الحرية».
لكن هل تتجاوز «شام» الخطوط الحمر في دمشق، وهي تبث اليوم من القاهرة؟ وماذا عن خصوصية فضائية تتوجه أساساً إلى الجمهور السوري بينما تبثّ من بلد آخر؟
يقول عبد الرحيم إن المحطة ستحاول إنشاء مكتب لها في دمشق ـــــ من دون أن يستبعد صعوبة الحصول على موافقة ـــــ لتقديم تقارير خاصة من سورية، ويؤكد سعيها إلى إرضاء الذائقة العربية. المحطة التي بدأت بثها التجريبي قبل أيام، تنطلق رسمياً في رمضان مع الدراما المصرية: «رجل غني فقير جداً»، «لا أحد ينام في الإسكندرية»، «الإمام الشافعي»، «عيون ورماد»، «قلب امرأة»، والمسلسل السوري «سيرة الحب». على أن تبدأ ببث البرامج السياسية بعد رمضان.
يذكر أن مصر باتت مقصد الفضائيات التي تواجه عراقيل في بلدانها، فالحصول على ترخيص للبثّ لا يستغرق سوى ساعات. كذلك إدارة «نايل سات» لا تدقّق كثيراً في محتوى كل قناة، ما دام ذلك لا يضر بسياسة مصر الخارجية. أضف إلى ذلك التسهيلات المادية التي تقدمها «نايل سات» ومدينة الإنتاج الإعلامي لأي محطة جديدة.
يمكن التقاط القناة على «نايل سات» تردد: 11843(H) - 27500 – 4/3
جورج موسى
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد