إدلب: إحباط أعنف هجوم لقطع طريق استراتيجي وعزل المدينة

08-03-2014

إدلب: إحباط أعنف هجوم لقطع طريق استراتيجي وعزل المدينة

بعد أشهر على هدوء مدينة إدلب، الذي قطعته عمليات سريعة وخاطفة نفذها الجيش السوري قرب المدينة، شنت عدة فصائل «إسلامية» مسلحة هجوماً وصف بأنه الأعنف على إدلب منذ أشهر، حمل اسم «معركة قطع الإمداد» بهدف السيطرة على طريق إدلب - المسطومة، وقطع أهم طرق الإمدادات نحو المدينة، والذي يصلها باللاذقية، إلا أن الهجوم باء بالفشل، ولم يسجل سوى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المهاجمين والمدافعين على حد سواء، من دون أن تتغير خريطة السيطرة في المنطقة.
واستمر الهجوم العنيف، الذي نفذه نحو خمسة آلاف مسلح ينتمون الى «جبهة النصرة» و«جبهة ثوار سوريا» و«جند الأقصى» و«جيش الشام»، وجميعها فصائل «إسلامية وجهادية»، ساعات عديدة، بدأ بقصف عنيف بقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع، طالت المسطومة وإدلب، تبعها هجوم من عدة محاور على بلدة المسطومة الإستراتيجية، تمكنوا خلالها من السيطرة بشكل جزئي على البلدة، قبل أن يمتص الجيش السوري والفصائل المؤازرة له (كتيبة المهام الخاصة الوطنية، الدفاع الوطني) الصدمة، ليقوم بعدها بتنفيذ عملية عسكرية سريعة لاستعادة السيطرة على البلدة والنقاط الإستراتيجية القريبة من طريق إدلب - اللاذقية.
وعن وقائع المعركة قال مصدر عسكري، «كان هجومهم مباغتا، واستخدموا خلاله الصواريخ والقذائف والرشاشات الثقيلة. ظهر المشهد كأنه اقتحام لا يمكن التصدي له، إلا أننا تمكنا من استيعاب الصدمة، وإعادة تنظيم الصفوف، وبدأنا بعملية عسكرية سريعة لاستعادة السيطرة على النقاط التي خسرناها». وأضاف «ساهمت الطائرات الحربية والمدفعية بالتصدي للهجوم وإيقافه، لتبدأ بعدها العملية الراجلة، حيث تمكنا من استعادة السيطرة على كامل البلدة خلال نحو ساعتين».
وبعد استعادة الجيش السوري والفصائل المؤازرة له السيطرة على البلدة، نفذ عمليات تمشيط واسعة في محيطها والمزارع القريبة وعلى طريق إدلب- المسطومة ومحيط مدينة إدلب. وقال المصدر «عثرنا خلال عملية التمشيط على عدة جثث لم يتمكن المسلحون من سحبها، وبينها جثث لمقاتلين غير سوريين».
وعقب انسحاب المسلحين من بلدة المسطومة قاموا بإطلاق عشرات قذائف الهاون على بلدة الفوعة ومدينة إدلب، تسببت بمقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين .
وعن الخسائر التي لحقت بالمسلحين جراء الهجوم، كشف مصدر معارض، أن التقديرات تشير إلى سقوط أكثر من 50 مقاتلا خلال العملية التي وصفها بأنها «فاشلة»، في حين أعلن مصدر عسكري أن عدد قتلى المسلحين فاق المئة، مشيراً إلى أن الهجوم تسبب بمقتل 10 من عناصر الجيش السوري والفصائل المؤازرة له، وإصابة 48، موضحاً أن عنف الهجوم واستخدام المسلحين لأسلحة ثقيلة تسبب بسقوط هذا الرقم الذي يبدو مرتفعاً نظراً لقوة التشكيلات المدافعة عن إدلب وقدرتها التحصينية.
ويسيطر الجيش السوري على مدينة إدلب بشكل كامل وعلى مدينتي جسر الشغور وأريحا الإستراتيجيتين، وعلى عدة بلدات في ريف إدلب، أبرزها الفوعة وكفريا واشتبرق ومحمبل، كما يسيطر على الطريق الاستراتيجي الذي يصل المدينة، الواقعة في شمال سوريا، باللاذقية في الغرب، الأمر الذي أعاد الحياة للمدينة التي تعيش هدوءا نسبياً تقطعه هجمات متفرقة واستهداف بقذائف الهاون، حيث تعتبر الفوعة أكثر القرى التي تتعرض للقصف.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من شهر على عملية عسكرية نفذها الجيش السوري والفصائل المؤازرة له في قرى متاخمة لمدينة إدلب، استهدفت مراكز لـ«جبهة النصرة» في جدار وبكفلون المتاخمة لادلب، لتتوقف بعدها عمليات الجيش في المدينة ومحيطها، حيث أكد مصدر عسكري أن مهمة وحدات الجيش الموجودة في المدينة تقتصر في الوقت الحالي على الدفاع عن ادلب والتصدي لأي هجوم، مشيرا إلى انه لا يوجد أية نية في المدى المنظور لتوسيع رقعة السيطرة.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...