أين تهرب هذا المساء..؟ مشكلات الأولاد وهموم الحياة حجة الأزواج
-السيد (ماهر صنديد) مهندس يقول: أنا أشعر بلذة وسعادة كبيرة حين أذهب للمقهى وأشرب النرجيلة وألعب الطاولة وأتبادل الأحاديث مع الأصدقاء هذا ليس حباً بالمقاهي بل هو هروب من البيت,
فالرجل يشعر بالملل من الجلوس طويلاً بالبيت, لم يعد هناك ما نتحدث عنه أنا وزوجتي سوى الطلبات والأوامر وهموم الحياة. صحيح أنها لا تقصر أبداً في حقي في شيء وصحيح أنها تؤدي واجبها على أجمل ما ينبغي, لكني لا أحب الجلوس إلى التلفاز, الزوجة ليست السبب في هروب الزوج لكن الزوج بحاجة إلى الحرية المفقودة بعد الزواج وبحاجة لبعض الوقت الذي يعيشه على هواه بعد عناء يوم طويل والابتعاد عن البيت ولو لفترة ليس غلطاً بل هو إيجابي ومفيد خاصة عندما تكون الزوجة موظفة كزوجتي, فهي بحاجة لبعض الوقت لتمضيه في تحضير الطعام لليوم التالي ولتدريس الأولاد.
- اتفق السيدان (علي القلا ومحمد راني) على أن الزوجة هي السبب وراء ذهابهم إلى المقهى وأن المشاجرات الزوجية والعواصف التي تهب في البيت تدعو إلى محاولة الهروب والبحث عن مكان آخر أكثر هدوءاً بعيداً عن بكاء الأطفال وطلبات الزوجة والأولاد التي لا تنتهي.
أضاف السيد علي أنه كان من أسعد الأزواج في السنوات الأولى من زواجه, حتى أنجبت زوجته طفله الثالث وزادت مشاغل زوجته التي تعمل مدرسة, وقال: صرت أشعر بأنها نسيت حقوقي عليها ولم تضعني في حسبانها, أصبحت لا تهتم بنفسها داخل البيت وصار اهتمامها ورعايتها موجهين للأطفال وحدهم, أصبحت أبحث عمن أتحدث إليه ومعه عن مشكلاتي ومشكلات الناس, لأفضفض عما يجول في صدري لهذا لجأت إلى المقهى, هنا أجلس مع الأصدقاء الذين أسمعهم ويسمعوني ونتحدث بكل أمور الحياة دون حرج ودون سين وجيم وعندما أخرج دخان النرجيلة من فمي أشعر أنني أخرج الهموم والسموم من جسمي بعكس ما يقولون.
- (سحر محفوض) ربة منزل تقول: الرجال يتهمون النساء وراء هروبهم لكن الحقيقة عكس ذلك هو هروب من المسؤولية فالأب يعتبر نفسه حصالة نقود فقط يأتي من الوظيفة متعباً يأكل طعام الغداء دون أن ينبس ببنت شفة سوى أنا متعب وأريد أن أنام, ثم يذهب إلى الفراش لينام ساعة أو ساعتين وحالما يستيقظ يطلب القهوة ويلبس ليهرع إلى المقهى, أنا ربة منزل وليس لدي ما يشغلني عن زوجي وأولادي, الرجال يظنون أنهم بحاجة إلى الحرية الضائعة والمرأة ليس من حقها سوى البقاء قرب أولادها لتعلمهم وتطعمهم وتجلس بانتظار زوجها.
- السيد (هشام طالب) تاجر يقول: زوجتي تصر على أن يكون البيت أشبه بقسم للشرطة كله أسئلة واستفسارات.. أين تذهب ومتى تعود, ومن قابلت ولماذا? أعرف أن الرجل عليه مسؤوليات لا يمكن أن يتخلى عنها: لكنه أيضاً بحاجة إلى فسحة من الحرية ليتحدث ويبدي آراءه ويستمع لآراء الناس. لمعرفة كل ما يجري من حولنا من مشكلات على الساحة العربية والأجنبية, والمرأة أبعد ما تكون عن هذه الأحاديث, هي لا تعرف سوى أن تقول لا تتأخر على البيت, أنا بانتظارك.
- المختصة الاجتماعية (ليلى عوض) تقول: إن نفور الأزواج من البيت يكون ناتجاً عن عوامل نفسية مترسبة في شخصياتهم فالواحد إما أن يكون ملولاً بطبيعته أو أنه ميال إلى التغيير ويشعر بالملل لأتفه الأسباب. ولم يعتد على تحمل المسؤولية ولا يرغب في شيء سوى الركون إلى الراحة والمتعة.
إن العرف الاجتماعي يعمق الأخطاء عند الرجل الشرقي الذي يرى أن سمة من سمات الرجولة هو السهر وقضاء الأوقات خارج البيت, وإشعار الآخرين بتفوقه على المرأة وقوة شخصيته, وكأن هذه المرأة الضعيفة ليست بحاجة إلى الراحة أو المتعة, أو أنها خلقت من طينة أخرى لماذا لا يضع يده بيدها ويخرجان للمشي ولو ساعة يومياً؟
لكن, ربما تكون بعض الزوجات مسؤولات عن هروب الزوج حيث يخطئن في تقدير أحوال, أزواجهن ولا يخترن الوقت المناسب للحصول على مطالبهن, كما أن غياب الألفة بين الزوجين, قد يكون سبباً رئىسياً, في غياب الزوج واتجاهه للمقاهي, فالألفة والمودة هما عماد الحياة الزوجية وإذا توافرتا فستؤديان إلى اختفاء كل الأخطاء التي تحدث في الغالب لأسباب تافهة.
بثينة النونو
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد