أنت مصاب بتسمم المعادن دون أن تعلم

اذا كنت تظن ان الأمر لا يعنيك لأنك لم تتعرض لأي من هذه المواد، فإن عليك مراجعة نفسك، فعلى خلاف ما يعتقد الناس، التسمم بالمعادن الثقيلة شائع جداً، فاذا كنت تسكن أو تعمل بالقرب من نقطة ازدحام مرورية، أو تأكل السمك بانتظام، أو كانت لديك حشوات معدنية، أو تلقيت اللقاحات، أو شربت ماء ملوثاً، أو قمت بعمل صناعي أو زراعي أو بتصنيع المواد الصيدلانية، فإن هناك فرصة كبيرة لوجود كمية معتدلة من المعادن السامة في جسمك.
هل تشعر بالتعب أو سرعة التهيج؟ هل تشعر بالارتباك أم تعاني من الاكتئاب أم من فقر الدم أم من داء الزهايمر؟.
ان هذه بعض العلامات التي تدل على انك يمكن ان تكون مصاباً بتسمم معدني، وأي تراكم معادن ثقيلة في أنسجة الجسم يقود الى التسمم، ويتراوح تأثير هذه المواد بين الأعراض الخفيفة والأمراض الخطيرة، وحيث ان المعادن تتراكم في جسمك مع مرور الزمن، فإن الأعراض تنسب غالباً الى أسباب أخرى، وعندما يدرك الناس انهم مصابون بالتسمم بهذه المعادن فإن ذلك يأتي متأخراً.
ان أسوأ ما في المعادن الثقيلة انها عندما تتراكم تؤدي الى أذيات غير قابلة للعكس، ويمكن منع الأذيات الأخرى من الحدوث بازالة هذه المعادن من الجسم، ولكنها قد تكون عملية بطيئة وصعبة، فالوقاية أفضل وسيلة للدفاع عندما يتعلق الأمر بالتسمم بالمعادن، وفيما يلي قائمة بأسماء خمسة من المعادن السامة الشائعة، وستتيح المعرفة بها امكانية تجنب التعرض لها.
1- الزئبق: الزئبق واحد من أكثر المعادن السامة تسبباً للمشاكل، لأنه، رغم معرفة خطره ودوره المعروف كسم عصبي، يوجد لدى الكثير من الناس مزروعاً في مجرى دمائهم أو يتناولونه مع وجبة السمك اليومية.
2- الحشوات السنية المعدنية: اذا كنت من ملايين الناس الذين تمت معالجتهم بالحشوات السنية الفضية، فضع في علمك ان الزئبق يدخل في تكوين كل الحشوات السنية المعدنية بنسبة /50٪/ تقريباً، وذلك استناداً الى تقرير جمعية الأسنان الأمريكية، والذي جاء فيه: «تعتبر الحشوة السنية المعدنية «الحشوة الفضية» مادة مأمونة ومحتملة ومديدة البقاء، بحيث انها تستعمل في ترميم أسنان ما يزيد عن 100 مليون أمريكي، وهي تحتوي على مزيج من المعادن كالفضة والنحاس والقصدير، اضافة الى الزئبق الذي يربط هذه المكونات ليشكل مادة مأمونة مستقرة وقاسية».. وعلى أية حال، ضع في اعتبارك ان 78٪ من الأمريكيين لديهم حشوات سنية، في الوقت الذي نجد فيه ان 95٪ من الناس الذين لديهم اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي كالتصلب المتعدد والصرع والشلل والشقيقة لديهم حشوات سنية فضية.
وهذا ما يدفعنا لطرح السؤال التالي: هل ترضى ان يكون الزئبق أحد أكثر السموم العصبية قوة على سطح الأرض، مطموراً في فمك على بعد بضعة سنتمترات من دماغك؟ الجواب واضح!.
تتحرر الأبخرة من الحشوات السنية باستمرار، وقد وجدت الدراسات ان تركيز بخار الزئبق لدى الناس الذين لديهم هذه الحشوات أعلى بعشر مرات من أولئك الذين ليس لديهم حشوات، وان النشاطات البسيطة كمضغ العلكة وشرب السوائل الساخنة وتنظيف الأسنان بالفرشاة، يمكن ان يزيد من تحرر الزئبق، واذا قررت ان تستبدل الحشوات المعدنية لديك بمواد غير سامة، فإن أهم شيء بالنسبة لك هو ايجاد طبيب الأسنان القادر على ازالة هذه الحشوات بأمان.

عبير حنا

المصدر: البعث