أمريكا تدعم المالكي وتتجنب الحديث عن انهيار حكومة العراق
الحديث عن بقاء حكومة العراق بات من المحظورات بين المسؤولين الامريكيين ولكن خبراء ودبلوماسيين يقولون ان الائتلاف المتعثر يواجه مشاكل كبري ويراهنون على عدم استمراره.
واستقال نحو نصف اعضاء حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي او يقاطعون اجتماعتها في وقت تعترض فيه إدارة الرئيس بوش لضغوط كي تثبت للكونجرس ان الفصائل المتناحرة في العراق تتجه نحو مصالحة.
واحجم كبار المسؤولين في وزارة الخارجية المعنيين بالعراق عن الادلاء بأحاديث صحفية تتعلق بقوة الحكومة العراقية. ولكن مسؤولين امريكيين اوضحوا ان واشنطن تدعم المالكي وان الحديث عن انهيار حكومته غير مفيد.
وقال فيليب ريكير مستشار الشؤون العامة في السفارة الامريكية في بغداد "يحظى رئيس الوزراء المالكي بتأييدنا الكامل. في ضوء الحاح وخطورة القضايا التي يواجها وشركاؤه في القيادة فان محاولات تقويض دوره او عرقلته خطرة وغير مرغوبة."
ويقول دبلوماسيون وخبراء إن مصير حكومة المالكي لا يزال محل شك رغم دعم ادارة بوش.
وقال دبلوماسي عربي "في ظل كل هذه الانشقاقات والمقاطعات لاجتماعات الحكومة يبدو أن الاطارات تنفصل عن المركبة."
ويقول بروس ريدل المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية ان انهيار حكومة المالكي سيكون "كارثة" لاستراتيجية زيادة القوات التي نفذها الرئيس جورج بوش وسيضعف موقفه امام الكونجرس الذي ينتظر تقريرا من الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق في الشهر المقبل.
واضاف ريدل الذي يعمل حاليا مع معهد بروكينجز "مهما كانت الارقام التي يعلنها الجنرال بتريوس.. اذا انهارت الحكومة فان الشعب الامريكي سيرى ان الاستراتيجية فشلت سياسيا."
وتابع "ليس غريبا ان الادارة لا تريد التحدث عن ذلك. انه كابوس بالنسبة لهم."
ويحجم البيت الابيض عن انتقاد المالكي علنا الا ان عدم الثقة الامريكية في المالكي اتضح في نوفمبر تشرين الثاني الماضي حين سربت مذكرة لستيفن هادلي مستشار الامن القومي تلقي شكوكا بشأن قدرة السياسي الشيعي على تحقيق المصالحة بين الشيعة والاكراد والسنة.
وكتب هادلي "تلمح الحقائق بشوارع بغداد الي ان المالكي ليس على دراية بما يحدث او لا يحسن التعبير عن نواياه او انه لا يملك بعد القدرات اللازمة لتحويل نواياه الطيبة لفعل."
وقال مسؤول بارز في ادارة بوش رفض نشر اسمه ان عدم الرضا عن المالكي لايزال قائما بعد تسعة اشهر ولكن لم يتطرق الحديث لمن قد يخلفه.
وذكر المسؤول "السؤال كيف ستكون (الحكومة الجديدة) والوقت الذي سيستغرقه (تشكيلها") مشيرا الى ان تشكيل الائتلاف الذي يتزعمه المالكي استغرق شهورا.
وتابع المسؤول انه في حالة انهيار حكومة المالكي بالفعل فستصبح الغاية هي التأكيد "على وحدة الهدف" بين الاحزاب الرئيسية وايجاد وسيلة لاظهار ذلك.
وقالت اولجا اوليكر خبيرة الشؤون العراقية بمؤسسة راند ان محاولة واشنطن البحث عن زعيم عراقي جديد قد تأتي بنتائج عكسية.
واضافت "حتى تصبح قوة استعمارية مهيمنة تحتاج فهم اقوى ومعرفة اكثر حكمة بالثقافة والتاريخ اكثر مما اظهرت الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية في العراق."
وقال وين وايت محلل الشؤون العراقية السابق بوزارة الخارجية ان حكومة المالكي باديء ذي بدء "مفككة" لدرجة انه ربما لن يكون لسقوطها تأثير كبير.
وترك وايت وزارة الخارجية في عام 2005 ويعمل بمعهد الشرق الاوسط في واشنطن ويقول "الحكم في العراق منهار وهناك شكوك كبيرة بان يكون لسقوط المالكي أثر كبير. هل سيؤدي سقوطه لتفاقم الوضع .. نعم. ولكن لا اعتقد ان استمراره في منصبه سيهييء مناخا أفضل."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد