أكبر مكتبة في أوروبا افتتحتها باكستانية ضحية طالبان
افتتحت في الرابع من هذا الشهر، في مدينة «برمنغهام» الانكليزية (غرب انكلترا)، أكبر مكتبة في أوروبا، حيث من المتوقع أن يزورها يوميا ما يقارب عشرة آلاف زائر. ويأتي افتتاح المكتبة ليتناقض مع ما تشهده أوروبا (والعالم) من إقفال للعديد من المكتبات، لا سيما في بريطانيا نفسها، حيث أغلقت في العام الماضي أكثر من 200 مكتبة بسبب قطع المساعدات عنها، لتقع في عجز يصعب ردمه وبخاصة أن عدد القراء في تناقص مستمر.
مشروع هذه المكتبة، التي أطلق عليها اسم «قصر الشعب»، كان نتيجة عمل استمر لثماني سنوات، وقد بلغت تكلفته 200 مليون يورو، ويمتدّ على مساحة تصل إلى 13 ألف متر مربع، كما أنها تحوي أي المكتبة ما يزيد على مليون كتاب، من بينها الطبعات الأولى من مسرحيات شكسبير، كما «أربعون كيلومترا» من المخطوطات.
يقع مبنى المكتبة الجديدة في قلب المدينة الصناعية السابقة، كأنها تشير بذلك إلى إعادة إحيائه من جديد، وهي تشبه على قول الصحافة التي تناولت الخبر بهندستها العصرية (التي أشرف عليها مكتب «ميكانو» الهولندي للهندسة) محلات تجارية أكثر من كونها «معبدا للمعرفة». ومن الداخل، نجد فيها العديد من الفضاءات المضاءة التي تمتد على عشرة طوابق، يتم الصعود إليها عبر سلالم كهربائية متحركة.
وفق وكالات الصحافة والصحف التي تحدثت عن الخبر، فإن المكتبة أثارت استحسانا عند افتتاحها، على الرغم من الكثير من الاعتراضات التي تحدثت عن تكلفتها الباهظة.
مدينة برمنغهام، منحت الشابة المراهقة الباكستانية مالالا يوسفزاي (16 سنة)، شرف افتتاح المكتبة، وهي مراهقة كانت أصيبت في العام الماضي بعيار ناري في رأسها، بعد أن تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل عناصر طالبان، التي أطلقت النار على باص مدرسي، لأن من فيه من طالبات كن يطالبن باحترام حقوق المرأة في التعليم. بيد أن الأصوليين الذين يسيطرون على تلك المنطقة كانوا يرغبون في تطبيق «الشريعة»: إطلاق النار على الأطفال بدلا من إرسالهم إلى المدرسة. بعد إصابتها، تم نقل يوسفزاي للعلاج في مدينة برمنغهام في انكلترا في مستشفى الملكة إليزابيث. ومن يومها لم تعد إلى بلادها، وقد كوفئت بجائزتين مخصصتين للسلام عند الأطفال.
كذلك مُنحت الشابة الباكستانية شرف أن تضع بنفسها الكتاب المليون على أحد رفوف المكتبة، فقامت بوضع نسختها الخاصة من كتاب «الخيميائي» لباولو كويليو، وقد صرحت بأنها تشعر بالفخر لاختيارها لهذه المهمة (افتتاح المكتبة) وقالت: «ما من سلاح أفضل من المعرفة، وما من نبع لهذه المعرفة أفضل من الكلمات المكتوبة» وأضافت خلال الافتتاح: «الكتب وحدها هي السلاح ضد الإرهاب... حلمي، ذات يوم، أن أرى هكذا مباني كبيرة موجودة في العالم بأسره، كي يتمكن كل طفل أن يكبر مع إمكانية النجاح».
أمنية لا يمكن إلا أن نرفعها بوجه طالبان والتكفيريين.
إسكندر حبش
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد