أطفال سورية: 59% يرضعون فقط رضاعة طبيعية 22% يعانون قصر القامة و7% هزل
يشكل الإرضاع الطبيعي أحد الشروط الصحيحة لاكتمال نمو الطفولة وإكساب صغارنا مناعة دائمة ضد أغلب الأمراض التي انتشرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم وأصبح الطفل لا يستطيع مقاومة أي جرثومة تردنا والدليل على ذلك أننا لم نتمكن من إعطاء بعض اللقاحات لبضع سنوات في مناطق غير آمنة عادت إليها فورا أمراض نسيناها في سورية ومنها شلل الأطفال. وهذا نتيجة انعدام وجود المناعة لدى أجيالنا بسبب عدم اتباع الإرضاع الوالدي الذي يوفر للطفل الغذاء المتكامل والذي لا يمكن أن يوفره أي غذاء آخر.
وعلى الرغم من الجهود والبرامج والدعوات التي تقدمها وزارة الصحة والمنظمات والجهات الاجتماعية إلا أننا نجد استشراء داء الإرضاع الصناعي بشكل واضح لأسباب مختلفة منها الموضوعية في حال مرض الوالدة أو عدم كفاية حليبها للطفل وفي حالات أخرى عدم رغبة الوالدة بالإرضاع الطبيعي لأنه يؤثر في قوامها أو يربط الطفل بها بشكل مستمر وهي لا تستطيع أو لا تريد ذلك نتيجة ارتباطاتها الاجتماعية أو الوظيفية. وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة لنسب الإرضاع الوالدي والصناعي إلا أن الأكيد أن هناك تراجعاً كبيراً في الإرضاع الوالدي وهذا ما يفسر ازدياد الطلب على الحليب الصناعي.
وعلى الرغم من كل ظروف الأزمة قامت وزارة الصحة خلال العام الماضي وما زالت تعمل الآن على إنجاز مجموعة برامج رصد منها التقييم التغذوي لإيمانها أن الصحة السليمة مرتبطة بالتغذية الكاملة وكل ذلك يصب في النهاية في التنمية الاقتصادية وسعت من خلال ذلك إلى مكافحة انتشار سوء التغذية في مختلف الفئات العمرية ولاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة لأن نقص التغذية لدى الأطفال يؤثر في القدرات الإدراكية والسلوكية ومعدلات الالتحاق بالمدارس هذا ما يراه وزير الصحة الدكتور نزار وهبة يازجي.
وكانت مديرية الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة أجرت دراسة ميدانية في مناطق اللجوء لبحث واقع الأطفال في 3361 أسرة مهجرة لدى كل أسرة منها طفل واحد على الأقل في عمر أقل من خمس سنوات، في هذه الأسر يوجد 4454 طفل دون خمس سنوات منهم 93% دون ستة أشهر منهم 63%يرضعون رضاعة طبيعية مطلقة من دون إدخال أي نوع من الطعام أو الشراب غير حليب الأم. وبشكل عام هناك 59% من كامل أطفال العينة يرضعون رضاعة مطلقة وهناك 6.6% يرضعون رضاعة صناعية هذا ما أكده الدكتور سامر عروس رئيس دائرة التغذية في وزارة الصحة ومدير المشروع التغذوي وأضاف: هناك 41.6% من الأطفال في الفئة العمرية بين 6-24 شهراً يرضعون رضاعة طبيعية وهناك 22% من مجموع أطفال العينة مصابون بقصر القامة الشديد أو المتوسط و7% مصابون بالهزال و14% مصابون بنقص الوزن. ولمعالجة كل ذلك يرى الدكتور سامر عروس أنه لابد من حصول السكان على التغذية المناسبة والتوسع في نظام الرصد التغذوي بالمؤشرات التي تلبي حالات الطوارئ وإدخال برنامج التدبير المجتمعي لمعالجة سوء التغذية وتأسيس أقسام ضمن المشافي لمعالجة سوء التغذية وتنفيذ برامج لتوفير المغذيات الدقيقة إلى جانب برامج الصحة العامة وذلك لتقليل الأمراض التي يشيع انتشارها في حالات الطوارئ كالحصبة والاهم من كل ذلك إغناء الأغذية الشائعة والرخيصة ببعض المغذيات مثل إغناء الطحين بالحديد والفوليك اسيد والزيوت بفيتامينات a-d-e-k وكذلك العمل على إجراء مسح تغذوي لجميع الأسر السورية وليس فقط الأسر الموجودة في مناطق اللجوء.
وتأكيداً على الاهتمام بموضوع الإرضاع الوالدي أقامت وزارة الصحة ندوة خاصة حول الإرضاع الوالدي وبشكل خاص في أماكن العمل حيث تباحث نخبة من أطباء الأطفال والتغذية ومختلف الاختصاصات الطبية حول أفضل السبل لرفع نسبة الإرضاع الوالدي من خلال إحداث برامج تثقيفية للإرضاع الوالدي في المراكز الصحية وتفعيل برنامج تدريب أطباء النسائية للإرضاع الوالدي من خلال إرشاد الحوامل والأمهات بعد الولادة إلى أهمية الإرضاع الوالدي.
محمود الصالح
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد