آلان غرينسبان: بوش والجمهوريين انتهازيون غزو العراق من أجل نفطه
انضم الحاكم السابق للبنك المركزي الأميركي آلان غرينسبان إلى الجمهوريين المعارضين لسياسة الرئيس الأميركي جورج بوش، خصوصاً في جانبها المالي، معتبراً أنّ الحزب الجمهوري استحق الخسارة بعدما فضّل ممثلوه في الكونغرس السلطة على المبادئ.
جاء ذلك في مذكرات غرينسبان، التي تصدر اليوم في كتاب بعنوان «عصر الاضطرابات: مغامرات في عالم جديد»، والتي اعتبر فيها أنّ بوش ونائبه ديك تشيني، والكونغرس الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون تخلوا عن مبادئ الحزب الجمهوري في ما يتعلق بالنفقات وعجز الموازنة، مضيفاً أنّ الإدارة الأميركية كانت أسيرة سياستها مما جعلها «لا تضع اعتباراً كبيراً لضبط السياسة المالية».
ولفت غرينسبان، في مذكراته التي تقع في 500 صفحة، إلى أنّ أول وزيرين للمالية في عهد بوش، بول اونيل وجون سنو كانا «عديمي الحيلة»، منتقداً عدم رغبة الرئيس الأميركي في ترشيد النفقات ووضع حد أقصى لها وعدم استخدامه حق الفيتو الرئاسي ضد القوانين التي أثقلت الولايات المتحدة بالديون شيئا فشيئا.
ويرى غرينسبان، الذي قدّم نفسه كـ«جمهوري تحررّي»، أن الكونغرس انتهك قواعد السياسة المالية التي تقتضي أن يتم تعويض خفض الضرائب من خلال ترشيد مواز للنفقات، مؤكداً أنّ الجمهوريين استحقوا الخسارة في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ «لأنهم أحلوا السلطة والنفوذ محل المبادئ، فلم يحصلوا على أي منهما».
وشدّد غرينسبان على أن حرب العراق «كانت إلى حد كبير بسبب النفط»، مشيراً إلى أنّ بوش «رجل تحركه الأيديولوجيات والرغبة في الوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه في حملة انتخابات العام ,2000 إلا أنه لا يعبأ بآثار سياساته الاقتصادية وبإدارته العاجزة عن تنفيذ السياسات».
لكن غرينسبان أشاد بحرص بوش على استقلالية البنك المركزي عن الضغوط السياسية، وعلى عدم التدخل في السياسات النقدية، وهو على النقيض من محاولات بوش الأب في بداية التسعينيات.
في المقابل أشاد غرينسبان بالرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، الذي كان «شغوفاً بالبيانات الاقتصادية، وكانت عينه دائما على تحقيق نمو اقتصادي طويل الأمد»، مشيراً إلى أنّه، ووزيري ماليته روبرت روبن ولورنس سومرس، يستحقون أوسمة بسبب مساهمتهم في حل الأزمة المالية في أميركا اللاتينية وآسيا.
وتوقع غرينسبان، الذي استقال من منصبه في العام الماضي، أن تضطر الولايات المتحدة إلى رفع سعر الفائدة في السنوات المقبلة من اجل التغلب على التضخم، مشيراً إلى أن «بوش واصل التركيز على تقديم المزيد من الدعم المالي لبرنامج الرعاية الصحية رغم تناقص الفائض المالي الذي تحقق خلال الأعوام الماضية، وتزايد العجز المالي في الميزانية الأميركية».
من جانبه، أعرب المتحــدث باسم البيت الأبيض طوني فراتـو عن تقديره لوجهة نظر غرينســبان واحترامه للجهود التي قام بها خلال فترة توليه لمنصبه، مبدياً تأييده لمطالبته بضرورة الحد من العجز المالي. وأضاف «لكننا، مع ذلك، لن نعتذر عن إنفاق كان ضروريا من اجل دعم الأمن القومي الأميركي والحرب على الإرهاب».
بدوره، نفى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس وجود أية علاقة بين غزو العراق والمصالح النفطية، مشيراً إلى أنّ الهدف كان «الإطاحة بدكتاتور وحشي شكل قوة لزعزعة الاستقرار في المنطقة كلها».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد