آخر أيامك يا كرسي
تخرّج من الجامعة «تشحيطاً«، وتوظف مدعوماً في مؤسسة عامة يسندها صندوق الدين العام، وتقبّض رواتبها للموظفين «تشحيطاً، وأصبح موظفاً مهاباً جداً .
ومهماً جداً في المؤسسة لأنه «لا بيهش ولا بينش« فقط يتقن القول للمدير العام: «حاضر، بتدبّر، فوراً، بتأمر..«!
همس أحد «المشحوطين« من كوادر الوزارة في أذن المدير العام بالتالي:« آخر أيامك يا مشمش«، ف"طار" الكرسي من تحت المدير العام لأن الموظف المهاب الذي كان يعتمد عليه كثيراً أتقن تركيب أجنحة كرسي «معلمه« ودخل هو بديلاً إلى مملكته «العامة«!!
وسرعان ما غيّر الذي كان «ما بيهش ولا بينش« واقعه الشخصي من الصفر إلى الثراء، بينما المؤسسة التي يديرها من الربح إلى الخسارة. وتحولت زوجته إلى شريكة تتقن «إدارة المدير العام« وتقدم يومياً وصاياها العشر في الإدارة:
1- اختلس ضمن فريق عمل واحد ومتعاون.
2- لا توقّع إلا بعد توريط المرؤوسين
3- استعن بموظف تثق به حتى اذا كان مقصدك الحمام
4- احذر من أصغر إضبارة لأنها «تطيّر« الكرسي فالذي لا يحسب لا يسلم
5- كرّم مندوبي الجهات الرقابية فهم يكبّرونك ويصغرونك
6- احشر أصحاب الكفاءات في قراراتك للتغطية والتمويه
7- لا تناقش الوزير فقط قل له: «أمرك معلم«.
8- دلل جماعة المناقصات والمشتريات والمرآب
9- اصنع هيبتك بتكثيف الاجتماعات وتأخير البريد والدوام حتى في يوم العطلة
10- لا تعطي سرك للسكرتيرة حبيبي، وممنوع أن تكون سكرتيرتك زوجة احتياط، والأفضل الاعتماد على سكرتير!
منذ أول يوم في شهر عسل الإدارة أصبحت مدام المدير العام صاحبة صالون نسواني لسيدات المجتمع المخملي والحديث الأكثر إثارة وحرارة هو أزياء باريس وحرص أزواجهن على المصلحة العامة!
ظافر أحمد
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد