«عـزيـزي اللـص» سرقتنـا مستحيلـة
هو لا يدعو إلى مزيد من الشراء، ولا ينبه الى تنزيلات مقبلة. بل هو إعلان «طريف» تعلقه سلسلة متاجر «كولرويت»، المعروفة في بلجيكا، على واجهاتها.
يمكن أن تلمح علامات الاستغراب على وجه كل زبون يقوده فضوله لقراءته، ثم يغادر كاتما ضحكته. فالاعلانات عادة ما تستهدف زبائن من شتى الانواع. لكن ان يكون الزبون المتوقع هو «عزيزي اللص»؟!
نص الإعلان يحسم هوية المستهدف به. في وسطه اشارة (X) حمراء تغطي صورة لخزنة أموال مفتوحة قليلا، وشرح مفصّل يلفت نظر اللص الى انه لم يقصد مكاناً سرقته ممكنة: «خزنة هذا المتجر محمية. من المستحيل فتحها بعد الساعة السادسة وعشرين دقيقة مساء، ومن المستحيل فتحها قبل الساعة التاسعة صباحا». ثم يستعرض النص أسباب استحالة ذلك: «ابتداء من الساعة السادسة واربعين دقيقة ولغاية التاسعة صباحا الخزنة مقفلة دائما». أما بين هذين التوقيتين فـ«قفل مؤقّت يفرض مدة انتظار طويلة (كي يستجيب لأوامر فتحه)». والى جوار الاعلان هناك صورة لكاميرا فيديو، وعبارة تؤكد ان المحل مراقب عبرها دائما.
لتجاوز معوقات وصول «الرسالة» الاعلانية، طبع النص على لوحتين، واحدة باللغة الهولندية والثانية بالفرنسية. ولخصوصيته، لا يستهل مبتكروه رسالتهم بالتأهيل المعتاد، قالمقصود تماما ان «لا أهلا ولا سهلا». لكن الصيغة «العقلانية» المهذبة للاعلان، تجعل افتتاحه بعبارة «عزيزي اللص» امرا بحكم الحاصل.
ويقتصر عمل سلسلة «كولرويت» على الأراضي البلجيكية، في 220 متجرا، يعمل فيها أكثر من عشرين الف موظف. وهي متاجر تحمل اسم مؤسسها سنة 1925، فرانس كولرويت. وهي سلسلة تملك ما يستحق «الوقاية» من السرقة أو السطو. فبحسب أرقامها، بلغ حجم مبيعاتها في 2008، نحو 5.57 مليارات يورو. أما أرباحها الصافية فتجاوزت 370 مليون يورو.
وقالت صوفي، التي تدير أحد متاجر «كولرويت» في بروكسل، إن «الإعلان ضد اللصوص. ضد السرقة والسطو»، ولم يأت على خلفية حوادث سرقة او سطو تعرضت لها السلسلة، بل هو إجراء «وقائي».
ليس واضحاً فاعلية الإعلان، ذي اللهــــجة الجادة. لكن سيمون، أحد زبائن المتجر، يرى فيه «نصيحة» موجهة إلى اللص، و»كأنه يقول لهم تعــــالوا خلال النهار لأن السرقة في الليل مستحيلة، خذوا وقتكم. لكــن عليكم ان تكونوا صبورين».
وسيم إبراهيم
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد