«بلاك ووتر» تعود إلى العمل فوق جثث العراقيين
أعلنت سفارة واشنطن في بغداد أن شركة “بلاك ووتر” الأمنية قد استأنفت عملها، أمس، الجمعة بقرار أمريكي وموافقة عراقية رغم فضيحة قتلها أكثر من 50 مدنياً عراقياً. ونفى وكيل وزير الداخلية العراقية لشؤون الاستخبارات اللواء حسين علي كمال أن يكون أفراد شركة “بلاك ووتر” قد واجهوا أي إطلاق نار قبل إطلاقهم نيران أسلحتهم على المدنيين العراقيين. وأمرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بإجراء تقييم مفصل للسياسات الأمنية للدبلوماسيين الأمريكيين في العراق عقب الفضيحة، في وقت أكدت تقارير منظمات محلية ودولية أن عدد المهجرين داخل العراق زاد على المليوني نازح، فيما تضاعف عدد طالبي اللجوء العراقيين في الغرب، ومع ارتفاع أعداد الجنود القتلى في صفوف الاحتلال باتت إحدى المقابر العسكرية في الولايات المتحدة (كنساس) كاملة العدد.
وكشف تقرير أعدته السفارة الأمريكية في العراق ونشرت مسودته على شبكة الانترنت تفاصيل بالغة الخطورة عن تفشي الفساد داخل الحكومة العراقية قبل أيام من الاجتماع المقرر عقده بين رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الأمريكي جورج بوش، فيما رد البيت الأبيض بأن المالكي “يعمل جاهدا” لمحاربة الفساد في بلاده، من دون إعطاء رأي عن النجاح الذي حققه في هذا المجال، وكشفت جمعية الهلال الأحمر العراقي في تقريرها الأخير ارتفاع عدد المهجرين داخل العراق إلى المليونين، في وقت أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تضاعف عدد طالبي اللجوء العراقيين إلى الدول الصناعية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة وجود 5 آلاف حالة إصابة بالكوليرا في شمال العراق وحالة واحدة في بغداد. وانتشر المرض في محافظات السليمانية وكركوك وأربيل في شمال البلاد بصفة أساسية وأرجعت أسبابه إلى تلوث إمدادات المياه كما وردت تقارير عن إصابة 29 ألف حالة بإسهال حاد وهو ما قد يكون دلائل مبكرة على الإصابة بالكوليرا، في وقت كشفت تقارير إعلامية نية الإدارة الأمريكية رفع حجم التمويل الذي تسعى للحصول عليه لحرب العراق في السنة المالية 2008 التي تبدأ في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول إلى 200 مليار دولار.
وقالت جبهة التوافق إنها لا تمانع في إجراء حوار مع الحكومة العراقية للتوصل إلى صيغة توافقية حول عودة وزرائها المنسحبين من الحكومة إلا أنها اشترطت وجود ضمانات لتنفيذ مطالبها، بينما أعلن نديم الجابري عضو مجلس النواب عن حزب الفضيلة أن الحزب لا يرغب بالانضمام إلى الحكومة الحالية كونها غير قادرة على أن تفي بمتطلبات العراقيين، فيما أشار النائب عن التحالف الكردستاني محسن سعدون إلى إمكان عرض قانوني النفط والغاز والمساءلة والعدالة أمام مجلس النواب في غضون الأسبوعين القادمين، معرباً عن أمله في أن يجري التصويت على أحد هذين القانونين خلال شهر واحد.
ومع تزايد أعداد القتلى في صفوف قوات الأمريكية في العراق قال مسؤولون، أمس الأول (الخميس) إن مقبرة كنساس العسكرية في الولايات المتحدة “امتلأت بالكامل” ولم يعد بها مكان بعد دفن جثمانين الأسبوع الماضي.
وبعث سام براونباك وبات روبرتسون عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان عن كنساس برسالة إلى وليام تويرك مساعد الوزير لشؤون النصب التذكارية في وزارة شؤون قدامى المحاربين يطلبان فيها تمويلاً كاملاً لمقبرة جديدة.
وأعلنت المتحدثة باسم سفارة واشنطن في بغداد، ميريمب نانتونجو ان شركة “بلاك ووتر” الأمنية عادت لممارسة عملها في نقل الدبلوماسيين الأمريكيين أمس الجمعة في شوارع العاصمة بعد إيقاف دام 4 أيام على خلفية قتل مدنيين عراقيين. وأكدت أن جميع المهام المناطة بهم تحتاج إلى موافقة مسبقة.
وأشارت إلى أن “القرار اتخذ من قبلنا بموافقة الحكومة العراقية”، وأكدت أن “كل المواكب الرسمية للسفارة سيتم حمايتها من قبل شركة بلاك ووتر”.
وأوضح اللواء حسين علي كمال أنه لم يصدر أي إطلاق نار ولا أي طلقة تثير أفراد هذه الحماية، وشدد على أن عملهم كان عملا ارتجاليا بدون مبرر.
وأضاف “قاموا بإطلاق النار واستعملوا طلقات نارية من النوع الثقيل التي لا يمكن استعمالها في مثل هذه المواقف وفي المناطق المدنية الآهلة بالسكان”.
من جانب آخر أوضح الناطق باسم الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف أن الداخلية العراقية بدأت تحقيقا حول الحادث مع شركة “بلاك ووتر”.
وأضاف أن الجانب الصديق، ويقصد به الجانب الأمريكي، أبدى تعاونا جيدا مع مجريات التحقيق، ووصف تعاونه بالايجابي.
وكان الجنرال جوزيف فيل قائد الفرقة المتعددة الجنسية في بغداد قد أعلن أمس (الجمعة) أن قوات الأمن العراقية لا تسيطر إلا على نحو 80%من أحياء بغداد وذلك بعد 8 أشهر من إرسال التعزيزات الأمريكية.
وسيم كريم
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد