«الهرمنيوطيقا... الكتاب والسنّة»
يعرض محمد مجتهد شبستري في كتابه «الهرمنيوطيقا» (دار التنوير- ترجمة حيدر نجف ومراجعة عبدالجبار الرفاعي) دراسة معمقة حول كيفيات اوآليات التفسير والإجتهاد الفقهي، المتقدّمة منطقياً على الحكم والفتوى. فهو لا يدخل في قضايا الفقهاء والمفسرين ولا يطرح أحكاماً حول صحة أو خطأ محتوى التفاسير والفتاوى لأنّ ذلك يتصّل بعلم التفسير وعلم الفقه، بل يحاول بطريقة تحليلية الإشارة إلى تفسير علماء الإسلام واجتهاداتهم مشمولة هي الأخرى بمبدأ عام في علم الهرمنيوطيقا، وهو ابتناء تفسير النصوص وفهمها على قبليات المفسّر وميوله وتوقعاته. ومن هنا جاءت تسمية الكتاب: «الهرمنيوطيقا، الكتاب والسنّة».
يشرح الكتاب كيف أنّ مفسري الوحي الإسلامي يفسرونه دائماً على أساس قبلياتهم وميولهم وتوقعاتهم من الكتاب والسنّة. وفي هذا السياق يكتب الباحث محمد مجتهد شيستري في مقدمة كتابه: «ما زال السائد في أروقتنا العلمية الدينية هو أنّ في الإمكان، بل من الواجب، المبادرة إلى تفسير الكتاب والسنّة بذهنية خالية من أيّة قبليات أو ميول. إن أنصار هذه الفكرة لا يعتبرونها ممكنة وحسب، بل واجبة أيضاً لأنها الشرط اللازم للحفاظ على نقاء المعنى وفحوى الكتاب والسنّة. إلاّ أنّ هذه الفكرة تؤدي إلى غفلة تامة عن القبليات والميول، التي توجه مسار الفهم والإفتاء لدى كلّ مفسّر أو فقيه، فيغلب على الأذهان الظنّ بأنّ التفسير والإجتهاد لا يقومان على غير المباني والمباحث الخاصة بعلم اللغة وعلم الأصول، أمّا سائر العلوم والمعارف البشرية فلا تلعب دوراً في صناعة تللك الفتاوى الدينية. ومن شأن هذا التصور الخاطئ إخفاء السبب الرئيس في اختلاف الآراء والفتاوى، الذي هو طبعاً تباين القبليات والميول...».
الحياة
إضافة تعليق جديد