«القاعدة» تحذر تنظيمات سنّية من الولاء لحكومة المالكي
وجه زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» ابو ايوب المصري الذي اعلنت بغداد مقتله الاسبوع الماضي، تحذيراً الى «الجيش الاسلامي في العراق» و «جيش المجاهدين» و «انصار السنة» من التعامل مع الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، في حين سقط اكثر من 47 قتيلا في العراق، بينهم 15 من متطوعي الشرطة خارج قاعدة تابعة للجيش العراقي غرب بغداد.
وفي رسالة صوتية بثها على موقع الكتروني، قال المصري: «لا نحب ان تسفكوا لنا دماً او نسفك لكم قطرة دم واحدة ما لم تنخرطوا ضمن جنود دولة المالكي»، نافياً حصول انشقاق في صفوف المقاتلين السنة. مضيفاً: «ان ما تسمعونه في اخبار الفضائيات من قتال بيننا وبين الجماعات الجهادية وعشائرنا المباركة انما هو محض كذب وافتراء».
لكن الشيخ عبدالستار ابو ريشة رئيس «مجلس انقاذ الانبار» قال لـ «الحياة» ان انضمام عناصر من الفصائل المسلحة الى جانب الاطراف التي اعلنت الحرب على «القاعدة» كان سبباً رئيسياً في نشوب الخلافات والاقتتال بين تلك الفصائل. واضاف ان العناصر التي ترفض التعامل مع «القاعدة» لا يُسمح لها بالوجود في مناطق نفوذها العشائري، وتفضل التعامل مع باقي الفصائل المسلحة العراقية، فيما تفتح الفصائل الاخرى مناطق نفوذها امامها.
ورأى ان الصراعات القائمة بين الفصائل المسلحة تتمحور حول مسألة واحدة: تأييد «القاعدة» أو التبرؤ منها، مشيراً الى ان «هذه المسألة الرئيسية تسببت في نشوب الصراعات الداخلية بين المسلحين، لا سيما بعد مشاركة عناصر من تنظيمات الجيش الاسلامي وجيش محمد وكتائب ثورة العشرين في القتال الاخير ضد القاعدة في التاجي».
واصدرت وزارة الداخلية بياناً امس طالبت فيه الفصائل التي تحمل السلاح بالرضوخ الى سلطة القانون ووعدت بإجراء محاكمات عادلة للمتهمين بتنفيذ الاعمال التي استهدفت المدنيين. واكد العميد عبدالكريم الكناني، مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية، ان هذا البيان «يهدف الى حشد الجهود لاسقاط تنظيم القاعدة في البلاد واستيعاب الفصائل المسلحة العراقية الأخرى».
ورأى اللواء عبدالعزيز محمد جاسم مدير العمليات في وزارة الدفاع ان «الانشقاقات والاقتتال بين الفصائل المسلحة مؤشر واضح الى وجود خلاف ايديولوجي بينها وادراك بعض الفصائل المسلحة الاخطاء التي وقع فيها عندما سمح لتنظيم القاعدة بلعب الدور الرئيسي في البلاد ومحاولة فرض ايديولوجيته لاحقاً على باقي التنظيمات المسلحة في العراق».
من جهة ثانية اعلن برلمانيون عراقيون امس انهم ربما يقطعون اجازاتهم الصيفية من اجل اقرار عدد من القوانين، الا انهم رفضوا تدخل الولايات المتحدة بهذا الامر الذي اعتبروه «شأنا داخليا».
واعتبر عدد من النواب ان الضغط الذي تمارسه واشنطن على البرلمان العراقي «قد يولد نوعاً من الاصرار من قبل الاحزاب السياسية على التمتع بالاجازة الصيفية التي تستمر لشهرين».
وكان البيت الابيض اعلن الجمعة ان ادارة الرئيس بوش تحض البرلمان العراقي على اعادة النظر في مشروع احيل عليه ويقضي بأخذ اجازة خلال الصيف، خصوصاً ان ثمة مشاريع قوانين عاجلة تتطلب اقرارها.
واعتبر النائب محمود عثمان عن الكتلة الكردستانية الموقف الاميركي «تدخلاً لا موجب له»، مؤكداً ان «البرلمان يشعر بالمسؤولية واذا رأى أن هناك حاجة لتشريع قوانين ملحة فمن المحتمل ألا يأخذ عطلة».
ورأى الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي والعضو في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الشيعي ان اخذ عطلة صيفية «شأن داخلي، والمجلس هو الذي يقررها او يلغيها».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد