«البنتاغون» أعدّت خطة «التضليل الإعلامي»
كشفت وثائق رسمية أميركية أمس أن وزارة الدفاع (البنتاغون) في عهد وزيرها السابق دونالد رامسفيلد وفريق المحافظين الجدد كانت قد خططت للتحكم بوسائل الإعلام بتقديم معلومات مضللة عن سير الحرب على العراق والخسائر في صفوف القوات الأميركية والعراقيين على حد سواء.
وقالت منظمة «أرشيف الأمن القومي» المستقلة في الولايات المتحدة إنه أثناء الإعداد لغزو العراق في آذار 2003 أنشأت البنتاغون وحدة باسم «فريق الرد الإعلامي السريع»، مهمته التأكد من التحكم في وسائل الإعلام العراقية الرئيسة مع توفير «وجه» عراقي يعبر عن مجهوداتها.
وتكشف الوثيقة المسماة «الورقة البيضاء» أن ميزانية تلك الوحدة بلغت نحو 51 مليون دولار لتمويل «حملة معلومات استراتيجية» تستغرق من عام إلى عامين، حيث كانت تدعو إلى تشغيل «مستشارين إعلاميين» أميركيين، كان سيتقاضى كل واحد منهما 140 ألف دولار لمدة ستة أشهر من العمل. ويتم دفع 800 ألف دولار لستة «مستشارين إعلاميين» عراقيين.
وكان «مكتب الخطط الخاصة»، الذي أنشأه وكيل وزير الدفاع للشؤون السياسية، دوغلاس فيث، قد أصدر في السادس عشر من كانون الثاني 2003، أي قبل غزو العراق بشهرين فقط، ما سماه «الورقة البيضاء»، التي يدعو فيها إلى تأليف «فريق الرد الإعلامي السريع». وفي شهر شباط من العام نفسه، تم تعيين نائب رئيس شركة التطبيقات العلمية المتعاقدة مع البنتاغون رايان هنري نائباً لفيث.
وقالت المحللة في منظمة أرشيف الأمن القومي، جويس باتل، إن وثيقة البنتاغون تكشف أن «مفهوم فريق الرد الإعلامي السريع يركز على جهود حكومة الولايات المتحدة وبريطانيا قبل الحرب وبعدها لتنمية البرنامج وتدريب الموهبة والنشر السريع لفريق خبراء الإعلام الأميركي البريطاني مع فريق من خبراء الإعلام العراقي للتواصل الفوري مع الرأي العام العراقي بعد تحرير العراق».
وطبقاً للوثيقة، فإن الخبراء العراقيين الذين يقع الاختيار عليهم، يقومون بتوفير التخطيط والإرشاد الموجّه لخبراء الولايات المتحدة ويساعدون في «اختيار المذيعين والناشرين وتدريبهم لمصلحة مجهود المعلومات الذي ترعاه حكومة الولايات المتحدة والتحالف».
وكشفت منظمة أرشيف الأمن القومي حساباً قام به المفتش العام للبنتاغون بخصوص 24 عقداً، معظمها جرى بالإسناد المباشر، تبلغ قيمتها الإجمالية 122.5 مليون دولار، بينها 111 مليون دولار قدمت لقاء 13 عقداً، قدمتها وزارة الدفاع إلى ثلاثة مقاولين لديها قاموا بتنفيذ أنشطة تتعلق بوسائل الإعلام في العراق بعد غزوه.
ودفعت «البنتاغون» في الخامس من آذار 2003، بتوجيه من نائب وزير الدفاع آنذاك بول وولفويتز، 33 مليون دولار لمجموعة من العراقيين المعارضين في المنفى تعمل باسم «مجلس إعادة الإعمار والتنمية العراقي»، لقاء عقود عمل.
وتم تصوير فريق الرد الإعلامي السريع على أنه «جسر البداية السريعة» بين شبكة وسائل الإعلام التي تديرها الحكومة وبين «وسائل إعلام عراقية حرة»، التي وصفها واضعو الورقة بأنها هدف طويل الأجل لهذا البرنامج حيث تقول الوثيقة «ستكون المهمة إعلام جمهور العراق بنيّة حكومة الولايات المتحدة والتحالف وعملياتهما من أجل استقرار العراق، وخصوصاً منع تمزّق العراق بعد الحرب وتوفير أمل للعراقيين في المستقبل».
محمد دلبح
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد