الطريق إلى الكمال مفروش بالأمراض والكآبة
يؤدي التوق المبالغ به لتحقيق الكمال في مختلف نواحي الحياة إلى جنون بعض الناس، وإلى جعل الحياة مع الإنسان الذي لا يسمح بارتكاب أي أخطاء، ولو كانت صغيرة، مرهقة وتعيسة، ليس فقط للذين يحيطون به، وإنما له شخصيا أيضا.كما يؤدي عدم إرضاء الإنسان الذي يبحث عن الكمال عن واقعه إلى تعرضه للعديد من الأمراض، وفي مقدمتها الكآبة وفشل الوظائف الجنسية والتوتر المستمر.
صحيح أن التوق نحو الكمال حسب الدراسات النفسية الحديثة أمر مفيد في العديد من القضايا، ويمكن اعتباره محرك الدفع الذي يصل بفضله الإنسان إلى مستويات أعلى، غير أن المشكلة تحصل عندما يتحول السعي نحو الأفضل إلى هوس.الطبيب النفسي ج. كلايتون لافيرتي صاحب كتاب «الكمال وسيلة مضمونة نحو السعادة»، أجرى بحثا تابع فيه أسلوب حياة 9211 شخصاً من مديري الأعمال والموظفين في مناصب عالية، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن الكمالية ليست مكسبا لأي صاحب عمل، بل يمكن أن يمثل صاحبها كارثة بالنسبة للشركة التي يعمل بها، لأن الكماليين لا يستطيعون الاعتراف بالأخطاء التي يرتكبونها، بل يحاولون التمويه عليها كي يدعموا الصورة المرسومة حولهم بأنهم بلا أخطاء.
المصدر: وكالات
التعليقات
مصل مضاد للكآبة
إضافة تعليق جديد