هل خرج كارل روف فعلاً من البيت الأبيض؟
لم يخرج منسّق السياسة الاميركية الأسبق كارل روف، الصديق الدائم للرئيس الاميركي جورج بوش، من البيت الأبيض مكبّلاً بالأصفاد، كما كان يتمنّى له خصومه، بعد أن وضع تحت دائرة الملاحقة في اطار التحقيق الجنائي في قضية تسريب معلومات تتعلق بهوية مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي آيه الى الصحافيين، الامر الذي أرغمه على الاستقالة من منصبه.
وبالرغم من تلك الاتهامات، وابتعاده عن الحياة العامة، الا انّ مقربين من روف يقولون انّه لم يفقد تأثيره الفريد على بوش، اذ يشير المسؤول في الحزب الجمهوري كين مهلمان الى أنّه ما يزال يشكل محوراً أساسياً للقرارات التي يتخذها الرئيس الاميركي، فيما يؤكّد مسؤولون آخرون أنّ روف، بالرغم من تنازله عن مسؤولياته كمنسق للسياسة الاميركية، الا انّه بقي على صلة بكافة مظاهر السياسة الاميركية الخارجية والداخلية، وخاصة أن هذا المنصب حوّله الى دبلوماسي على صلة وثيقة بكافة الاطراف في البيت الابيض.
وما إن بات التهديد القضائي وراء ظهره، بعد أن بات على يقين انّه لن يلاحق في تلك القضية، حتى عاد روف مجدداً الى الواجهة السياسية من بوابة حملات جمع التبرعات لصالح الحزب الجمهوري، إذ قام بجولة في كافة الولايات المتحدة، استطاع خلالها ان يجمع اكثر من عشرة ملايين دولار في 75 جولة، الامر الذي لم يستطع أي من الجمهوريين القيام به باستثناء الرئيس وزوجته ونائبه.
وبالرغم من كل ما قيل حوله، فإن الحملات الدعائية استطاعت تبييض صورته ورفع مكانته في صفوف الجمهوريين، اذ نجحت في اعطاء صفة روحية لاخلاصه وولائه الدائم للحزب الجمهوري الذي أوصله الى القمة.
كما ساهم روف في بلورة تكتيك انتخابي ساهم في اعادة انتخاب بوش في العام ,2004 مركزاً على فكرة أن الديموقراطيين لا يستطيعون حماية البلاد من الارهابيين، إذ توجه مراراً الى الاميركيين بالقول إن الضعف يشجع عدوكم، وهو يجلب الكارثة، في وقت قام فيه باستهداف بعض خصومه الديموقراطيين، ممن يصنفون أنفسهم في خانة المقاتلين القدماء، كجون كيري وجون مورثا، مشيراً الى أن هؤلاء الديموقراطيين قد يبقون إلى جانبكم عند الطلقة الأولى، إلا انهم لن يبقوا هنا حتى انتهاء المعركة، فيما لم تسلم حتى وسائل الاعلام، كصحيفة نيويورك تايمز من اتهاماته.
وبالرغم من ابتعاد روف رسمياً عن الإدارة الاميركية، الا انّ كل ما يقال حول صلته بالرئيس جورج بوش، والدور الذي يقوم به في تمويل الحزب الجمهوري، يطرح اكثر من علامة استفهام حول مدى السلطة التي ما يزال يتمتع بها داخل البيت الابيض.
المصدر: أ ب
إضافة تعليق جديد