نساء الفضائيات
يمكن تقسيم نساء الفضائيات إلى قسمين: قسم ديني وآخر حواري. ففي السنوات القليلة الماضية أوجدت الفضائيات العربية ظاهرة يمكن أن يطلق عليها اسم «ملكات الفضائيات»، كون بطلاتها لسن مجرد مذيعات عاديات أو قارئات للنشرات أو مقدمات برامج، ولكنهن ملكات متوجات على عرش الأثير. القسم الأول يتميز بأنه متحرك وإن كان بالغ الانتشار. والأسماء والنماذج كثيرة أبرزها «الدكاترة» سعاد صالح وملكة دراز وآمنة نصير وعبلة الكحلاوي اللاتي لا بد من أن تجد إحداهن تدلي بدلوها على فضائية هنا أو هناك، بل إن الدكتورة عبلة الكحلاوي مثلاً، صارت تقدم برنامجاً في إحدى الفضائيات الدينية من دون أن يقف ذلك حجر عثرة أمام تجولها بين بقية البرامج الدينية في بقية الفضائيات المهتمة بهذا المجال.
وعلى رغم أن أولئك النساء على درجة كبيرة من العلم الديني بحكم دراستهن وتخصصهن وتفوقهن في ذلك المجال، إلا أن الفضائيات أظهرت هذا التفوق ونقلته إلى الملايين في وقت وجيز، ما جعل أثرهن يتنامى في شكل غير متوقع وشهرتهن ايضاً.
في المقابل نجد ملكات البرامج الحوارية التي يطغى عليها الجانب الفني الدرامي، وأبرزهن الفنانة سابقاً و «المحاورة» أو «الإعلامية» حالياً السيدة صفاء أبو السعود رئيسة قناة الأفلام في «آي آر تي»، التي تقدم برنامجي «سهراية» و»ساعة صفا». وهناك الصحافية والإعلامية هالة سرحان التي تقدم البرنامج الروتاني «هالة شو». وبالطبع قدمت الفضائيات الشخصيتين إلى الجماهير العريضة في شكل لم يكن من شأن الأفلام السينمائية والمسرحيات بالنسبة إلى أبو السعود أو المجلات والصحف بالنسبة إلى سرحان أن تمنحه إياهما. والسؤال هو هل استفادت المرأة العربية في شكل مباشر أو حتى غير مباشر من الصوت القوي والحضور الطاغي الذي قدمته الفضائيات للمرأة العربية على طبق من فضة من خلال ظهورها القوي وسيطرتها الواضحة على جوانب مختلفة في عالم الفضائيات ذي القوة الكبيرة في عالمنا العربي اليوم؟ وهل هن مجرد شخوص إعلامية شأنهن شأن نظرائهن من الرجال؟ أم أن واجبهن الإعلامي والإنساني والنسائي يحتم عليهن العمل بمبدأ «تمرير السم في العسل»، وهو بالطبع سيكون «سماً» بالنسبة إلى كثر ممن يطالبون بإحكام تقييد المرأة العربية أكثر فأكثر، ولكنه سيكون «السم المعالج» بالنسبة إلى مجتمعات عربية هي في اشد الحاجة اليوم إلى تضافر جهود رجالها ونسائها للمضي نحو الأمام بدلاً من استمرار الانزلاق إلى الخلف.
امينة خيري
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد