معارضة أزهرية لقبول الشيخ طنطاوي زيارة الفاتيكان ولقاء البابا
أعلنت جبهة علماء الأزهر ومفكرون إسلاميون في مصر رفضهم لقبول د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر دعوة لزيارة الفاتيكان ولقاء البابا بنديكتوس السادس عشر.
قال الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية المصرية إن موعد الزيارة تحدد بالفعل يوم 22 مارس الجاري وأن الفاتيكان أصدر بيانا بذلك.
وأضاف أن الدعوة وجهت رسميا من البابا بنديكتوس السادس عشر لشيخ الأزهر خلال زيارة وفد الفاتيكان للمشيخة قبل أسبوعين. وتابع أن الوفد خلال لقائه بشيخ الأزهر لم يلمس المعارضة التي يبديها علماء أزهريون الآن عندما قام بتوجيه الدعوة له، ولم يتطرق النقاش لما قاله بابا الفاتيكان من تصريحات سابقة.
لكن الشيخ عبدالله مجاور مستشار شيخ الأزهر أكد أن طنطاوي لم يحسم موقفه حتى الآن، حيث لا زال يجري مشاورات مع أعضاء مجمع البحوث الإسلامية لقبول هذه الزيارة أو رفضها رغم صدور بيان للفاتيكان بتحديد موعد الزيارة.
تأتى الزيارة المرتقبة وسط معارضة حادة من قبل جبهة علماء الأزهر وتحفظات من المفكرين الإسلاميين، حيث أكد الدكتور العجمي الدمنهوري عضو جبهة علماء الأزهر رفضه لهذه الزيارة خاصة أن من سيقوم بها هو شيخ الأزهر على حد قوله.
وقال د.العجمي الدمنهوري عضو جبهة علماء الأزهر: نرفض هذه الزيارة خاصة أن من سيقوم بها هو شيخ الأزهر الذي عادة ما يقع في مأزق قد يؤخذ عليه، وهو رمز الإسلام في مصر والعالم الإسلامي.
وأضاف: في ظاهر الأمر أن هذه الزيارة قد يكون فيها خير يتمثل في إطفاء النار المشتعلة بين المسلمين والمسيحيين، لكن ما هو خفي قد يكون أخطر على هذه الأمة.
وتابع: إذا كان من الضروري أن يذهب شيخ الأزهر لزيارة الفاتيكان فعلى البابا أن يقول كلمة حق ينصف بها الدين الإسلامي، وعلينا أن نوضح أهداف الزيارة سواء من جانبنا أو من جانبهم وما هو المسموح بقوله وما هو الممنوع، فعلى شيخ الأزهر أن يكون محددا فيما يقوله.
ويقول الدمنهوري إن هذه الزيارة إذا كانت لتوضيح سماحة الإسلام فإن للإسلام أيضاً عزة وكرامة، فقد أساء بابا الفاتيكان للإسلام والرسول وعليه أن يعتذر، اما أن يزوره شيخ الأزهر بحجة أن البابا أوضح مقصده من هذه التصريحات فهذا لا يكفي.
وأكد الدكتور عبد الفتاح الشيخ عضو مجمع البحوث الإسلامية رفضه لهذه الزيارة، مبديا اعتراضه على استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان ووصفه بحوار الطرشان.
وقال الدكتور مصطفى إمام الأستاذ السابق بجامعة الأزهر وأحد المعارضين للشيخ: كان شيخ الأزهر شخصياً من أشد الغاضبين على بنديكتوس، وقال وقتها إن هذه التصريحات تنم عن جهل واضح وصريح بحق الإسلام، بل وصل إلى حد تكفير البابا بنديكتوس بشكل صريح عندما قال معلقا على هذه التصريحات لقد سكت دهرا ونطق كفراً.
وتساءل د. مصطفى إمام كيف يضرب شيخ الأزهر عرض الحائط بمشاعر المسلمين في كل مكان ويقبل هذه الدعوة، فالخلاف الآن ليس سياسيا حتى يقبل هذه المراوغة، ولكنه خلاف ديني عقائدي.
وقال الدكتور جمال الدين محمود عضو مجمع البحوث الإسلامية إن المجمع قرر استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان وتم تشكيل لجنة من ثمانية أعضاء لإدارة هذا الحوار، وصدر هذا القرار بعد توضيح البابا لهذه التصريحات.
وأضاف: رغم عدم اعتذار البابا الصريح عن الإساءة للإسلام والرسول إلا أن توضيحه كان فيه معنى الاعتذار، فنحن مع الحوار الذي يفيد وينفع، وستضع اللجنة أساساً ينبني عليه هذا الحوار.
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد